النشطاء الفلسطينيون وعلاقتهم بالحركات السياسية في الربيع العربي




إعداد: ديمة الحاج يوسف، دانا أبو عزريل، محمود جابر، وممدوح صوان


*محاور وأهداف البحث
 الربيع العربي انطلق في مطلع عام 2011 ليحدث ثورة اجتماعية وسياسية واقتصادية، حيث لعبت وسائل الإعلام دورا هاما وفعالا في اندلاع واستمرار الاحتجاجات في دول الربيع العربي.

 وفلسطين جزءا لا يتجزأ من العالم العربي، لهذا ستؤثر على دول الربيع العربي، بالمقابل ستتأثر بالمتغيرات الحاصلة في تلك الدول، نهدف في هذا البحث إلى تسليط الضوء على العلاقة بين النشطاء الفلسطينيون والحركات السياسية في الربيع العربي، وما أثر كل منهما على الآخر، وكيف استخدموا وسائل التواصل الاجتماعية.

 حيث قام فريق البحث بإجراء مقابلات مع نشطاء وخبراء و قراءة عدة مقالات ترتبط بشكل وثيق بموضوع البحث، بالإضافة إلى رصد المواقع الاجتماعية مثل تويتر والفيس بوك واليوتيوب وكيف استخدمها النشطاء لتأثير على دول الربيع العربي وفلسطين، وتحليل بعض من أرشيف الأخبار.

 يرتكز البحث على محورين وهما أولا كيف تم استخدام المواقع الاجتماعية الحديثة في التأثير على الربيع العربي؟ وثانيا كيف تأثرالنشطاء الفلسطينيون بالربيع العربي؟. 


*الثورات هي ربيع أم خريف على الشعب الفلسطيني.
 قام مركز العالم العربي للبحوث والتنمية "أوراد" ببحث بعنوان "الشباب الفلسطيني يتحدث عن نفسه: واقع ومستقبل النظام السياسي والعملية السياسية في فلسطين"، وتم ذلك من خلال إجراء استطلاعات الرأي العامة والبحوث السياسية.

 حيث يعتقد بعض المشاركين بأن مبادرة التوجه نحو الأمم المتحدة أعادت النصاب لموقع القضية الفلسطينية على المستوى الدولي ووجهت أنظار الإعلام، ولكن حسب رأيهم يرون أن التوجه للأمم المتحدة كان خطوة تكتيكية وليست إستراتيجية طويلة الأمد.





 بالإضافة لا يرى المشاركون أي دور مهم للمجموعات الشبابية نظرا لانقسامهم، ولانضواء بعضهم تحت مظلة الأحزاب السياسية التي تسيطر على نشاطهم، إضافة إلى قمع العديد من النشطاء على أيدي حكومتي الضفة وغزة والضغط عليهم.


 يرى المشاركون أنه من أجل تمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال الوطني لا بد من الاهتمام باحتياجات الشباب وخاصة تحسين الوضع الاقتصادي، وخلق فرص العمل في ظل ارتفاع معدلات البطالة والفقر في صفوفهم.

 مما أدى إلى انخفاض مستويات مشاركتهم السياسية، وضرورة "تعديل اتفاقية باريس الاقتصادية" التي أبرمت في إطار اتفاق أوسلو مع الجانب الإسرائيلي، لما لذلك من أثر هام على تحسين الوضع الاقتصادي في الضفة الغربية وقطاع غزة.




*نظرة عامة حول مقال هنيبعل....يتسكع في الإرجاء  
يشدد الكاتب على دور "الفيسبوك" بكونه أحد أعمدة الثورة في تونس ومصر، ومن بعدهما انتشرت التحركات الشعبية إلى الكثير من الدول العربية، يتخذون منها نافذةً لعرض آرائهم وأفكارهم، والسعي من أجل تحقيق أهداف مختلفة، مستفيدون من عالم جديد أتاح لهم التواصل بحرية ودون رقابة.
 يقول هنيبعل في مقالته بأن المواقع الاجتماعية تشتت القضايا في المجتمع وأن معظم القضايا التي تخرج إلى الضوء تموت بعد فترة قصيرة لبرود الحماس في داخلها، وأن معظم المبادرات على الموقع الاجتماعية تكون فردية وفوضوية.

 ويضيف بأن مجموعات كثيرة على المواقع الاجتماعية لا يوجد لديها هدف وإستراتجية، وأن الكميات الكبيرة من القضايا على الفيسبوك، أدى إلى ظهور نوع جديد من النضال وهو زر الايك، الذي يمكن من خلاله حل كل القضايا بما فيها تحرير فلسطين.
 ومع بدء الثورة زادت أهمية الفيسبوك؛ لدوره الأساسي البارز في جمع صفوف المتظاهرين وتأييد الثوار، واكبر دليل على أهميته هو لجوء النظام السابق لقطع خدمة الانترنت في البلاد، يوم الجمعة 28 يناير.

 وعقب تنحى مبارك ظهرت عشرات الأسماء المرشحة للرئاسة، لم يجد المرشحون أسلوب دعائي أفضل من الفيس بوك لعمل صفحات تحمل أسمائهم ويعلنوا من خلالها عن أرائهم ورؤيتهم لما يجرى بالبلاد، وليصل الترويج عن فكرهم وبرنامجهم الانتخابي. 


* نظرة حول تقرير الإعلام الاجتماعي العربي "الإعلام الاجتماعي والحراك المدني: تأثير فيسبوك وتويتر.
 يذكر التقرير احتلال موقع فيس بوك الصدارة كأكثر أدوات التواصل الاجتماعي العربي، حيث تجاوز عدد مستخدمي الفيس بوك 677 مليون مستخدم في ابريل 2011 ، كما تجاوز عدد مستخدمي تويتر 200 مليون في نهاية مارس للعام ذاته.

 وتم استخدام المواقع لحشد الجماهير وتحديد مواقع وأوقات التظاهر، حيث تحول الفيسبوك من أداة لتسلية والتواصل الاجتماعي، إلى وسيلة لتنسيق بين النشطاء المتظاهرون ورفع الوعي ونشر المعلومات إلى العالم بشان الحركات الاحتجاجية، وتصدرت وسائل الإعلام الاجتماعية في دول الربيع العربي كوسيلة لمصادر الأخبار والمعلومات. 
 حيث يصف البعض بأن الإعلام الاجتماعي هو المحرض الرئيسي لتلك الثورات، بينما يقلل البعض من دورها ويرى أنها مجرد أدوات كغيرها، على الرغم من دعوات الاحتجاج في المنطقة العربية التي انطلقت من فيسبوك أساسا، باستثناء الاحتجاج الأول في تونس، من الملفت للانتباه زيادة عدد مستخدمي فيسبوك في الوطن العربي بنسبة 30% في الربع الأول من 2011.

 ويشكل الشباب الذي تتراوح أعمارهم ما بين 15 و 29 عاما حوالي 70% من مستخدمين فيسبوك في المنطقة العربية، ولكن هناك زيادة طفيفة في نسبة المستخدمين الإناث والتي ارتفعت من 32% في نهاية عام 2010 إلى 35.5% في الربع الأول من 2011 وهذه النسبة ما زالت اقل بكثير من الاتجاه العالمي والذي تشكل المرأة فيه 61% من مستخدمي فيسبوك، وشهد موقع تويتر نموا كبيرا ليصبح أداة قوية للتدوين المصغر.




*نظرة حول مقالة مريم اوراف
 تحدثت الكاتبة مريم في مقالتها "المقاومة اليومية على شبكة الانترنت: السياق الفلسطيني"عن دور تكنولوجيا الانترنت، واستخدام النشطاء الفلسطينيون الإعلام الحديث مثل التدوين، واليوتيوب، وماي سبيس، الفيسبوك، وتويتر، والتي أتاحت لشعب الفلسطيني مساحة ليروي بها تجربة المعاناة والنضال، حيث تعد شكل من أشكال المقاومة الشعبية.

 وقد ينظر للفلسطينيين في بعض الأحيان على أنهم ضحايا، وفي كثير من الأحيان بأنهم إرهابيون، بسبب عدم حيادية وسائل الإعلام الغربية، وتعاطف أمريكا وأوروبا مع "إسرائيل"، ولكن انتشار وسائط الإعلام الجديدة أضافت بعدا جديدا للصراع الفلسطيني، حيث ساهم النشطاء الفلسطينيون في المقاومة ضد الاستعمار.

 *نظرة حول أرشيف الأخبار.
 ويُظهِر استطلاع أجراه مؤخرا "المركز الفلسطيني للرأي العام" أن 65% من الفلسطينيين يشعرون أن الربيع العربي سيكون له أثر سلبي على القضية الفلسطينية، و ينظرون إلى "الربيع العربي" على أنه "خريف فلسطيني، وان الثورات العربية ستعيد إلى القضية الفلسطينية بريقها الوطني ببعدها القومي.

 وفي مقال بعنوان "ما هو تأثير الربيع العربي على القضية الفلسطينية" يتحدث داوود أبو لبدة ، بأن الثورات هي المحرك الأساسي والرئيسي للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، والدول العربية بعد الثورات ستكون أكثر حفاظا على سيادتها وأكثر اهتماما بالقضية الفلسطينية، بالإضافة إلى الدور الذي لعبه الربيع العربي لتوحيد وتقوية الصف الداخلي والخارجي لشعب الفلسطيني وذلك من خلال تسريع إنهاء الانقسام. 
 
 بالمقابل في مقال "الربيع العربي وأثره سياسيا على القضية الفلسطينية" يتحدث د.خالد الزعبي بأن الربيع العربي أثر على حل القضية الفلسطينية وبعد الضوء السياسي عنها، مما سمح لإسرائيل في التمادي والاعتداء على الأرض والتوسع في إقامة المستوطنات، مجلة الآداب في مقال "سؤال فلسطين في الثورات الشعبيّة في البلدان العربيّة" ذكرت بأن خروج شباب فلسطين في يوم الخامس عشر من مارس/آذار2011 في كل من مدن الضفة الغربية وقطاع غزة وبعض مخيمات الشتات ومطالبتهم بإنهاء الانقسام الفلسطيني ودحر الاحتلال الإسرائيلي تكون الرسالة الأولى من الثورات العربية قد وصلت.

*آراء واتجاهات

 يتحدث الأستاذ في جامعة النجاح الأستاذ أسامة عبد الله، بأن التفاعل الفلسطيني يعتمد على المكان التي تكون به الثورة وهو تفاعل منظم وليس عشوائي، ويضيف القيادة الفلسطينية اتخذت الحياد تجاه قضية الثورات العربية، وتركت لشعب حرية الاختيار، ويرى الاستاذ أن الثورات العربية لم يكن لها تأثير على قرار الرئيس التوجه إلى الأمم المتحدة لأنه قرار مدروس.

 أما الإعلامي محمد مرشد فيقول بأن التفاعل الشعبي الفلسطيني ضعيف ولم يرقى إلى المستوى المطلوب، على العكس من القيادة الفلسطينية التي كان لها دور أكبر من الشعب وبخاصة في تلك الدول التي توجد بها الجاليات الفلسطينية لحمايتها مثل ما يحصل في مخيم اليرموك في سوريا.

 أما التغطية الفلسطينية لثورات العربية في الفضائيات الفلسطينية فيرى مرشد أنها ضعيفة مقارنة بالدور التي لعبته وسائل الإعلام الجديد في هذه الثورات من التنظيم و نقل الأحداث التي اعتمدت عليها وسائل إعلام كبيرة مثل الجزيرة والعربية.


 ويؤكد مرشد أن الشباب الفلسطيني يملك الوعي السياسي الكبير فهو لم يتأثر كثيرا بالربيع العربي بالحراك الفلسطيني ضد الغلاء و التضامن مع الأسرى، وأكد أيضا على دور الإعلام الجديد في فلسطين وفي قضية الأسرى وأن الأسبوع المقبل سيشهد إضراب الكتروني في كل فلسطين.

 وعن تأثير الربيع العربي على السياسة الفلسطينية قال بأن الخطاب الفلسطيني إلى الدول العربية قد تغير مطالبين بالوحدة العربية وتفعيل دور الجامعة العربية في دعم الفلسطينيين ودعم خزينة السلطة.

 ويعارض ناشط الفيسبوك مجاهد قط استخدام المواقع الاجتماعية لتغطية الإعلامية، نتيجة عدم المسؤولية من قبل الصحفيين والاعتماد على هذه المصادر دون الذهاب إلى موقع الحدث. 


 حافظ عمر ناشط على المواقع الاجتماعية، هو ضد فكرة أن وسائل الإعلام الاجتماعية هي من صنع الثورات العربية، وإنما هي تلعب دور المنسق والتنظيم، ومثال ذلك التفاعل الكبير مع الأسرى عام 2004 ومع عدم وجود وسائل الإعلام الجديد، في المقابل في هذه الأيام التفاعل أقل مع وجود هذه الوسائل.

 داوود أبو لبدة طالب ماجستير في العلوم السياسية ودراسات الشرق الأوسط في الجامعة العبرية بالقدس، وأحد مؤسسي حركة "وطن" الطلابية، يعتبر بأن الشباب العرب قاموا بمبادرة الربيع العربي بإلهام من النضال الفلسطيني، وخاصة الانتفاضة الأولى والحركة اللاعنفيه في السنوات الأخيرة.


 ويرى أبو لبدة بأن الربيع العربي سوف يقوي المركز الفلسطيني ويخلق أوضاعا أفضل للتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية، خاصة إذا قامت دول العربية بتشكيل توجه موحد نحو القضية الفلسطينية، ويجد بان الإعلام الفلسطيني لم يبذل جهد كبير لتغطية قصص نجاح الثورات العربية، ويتلافى إعلامنا الموضوعات التي من شأنها التأثير على قضيتنا الفلسطينية، وخاصة موضوع اللاجئين الفلسطينيين في المجتمعات العربية.


 ويعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، بأن الثورات العربية لا بد أن تدفع الشباب الفلسطيني إلى الابتعاد عن المصالح الحزبية والفئوية التي لا تمثل سوى المصالح الشخصية ويجب الالتفاف حول القضية الفلسطينية.


 وهذا سيكون له الأثر الكبير في تحديد أولويات المشروع الفلسطيني متجردا من أي تدخلات أمريكية أو إسرائيلية، ووصف الربيع العربي بموجة التسونامي عارمة ستمحق وجود الكيان الصهيوني، ويعتبر العالول بأن الإعلام الفلسطيني حقق نجاحا كبيرا في تغطية الثورات العربية على مستوى الحفاظ على معنويات المواطن الفلسطيني والعربي وحشد الرأي العام ضد "إسرائيل".

 ويجد منسق مؤسسة أمان عزمي الشعيبي أن "إسرائيل" لا يمكن أن تكون قوية إلا إذا كان ما حولها ضعيفا متخلفا، لهذا يعتبر التغيرات الحاصلة في الوطن العربي إذا ما استمرت بالاتجاه الحالي فإنها ستهز المشروع الصهيوني، ويرى بأن الجماهير الفلسطينية ازدادت وعيا بعد الثورات العربية وأصبحت تطالب بتطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام وتندد بغلاء المعيشة.


ويرى الشعيبي بأن وسائل الإعلام الفلسطينية أصبحت بعيدة عن المهنية والحيادية، خاصة مع وجود تفاوت واضح في تغطية الثورات العربية من دولة إلى أخرى، مؤكدا أن ذلك سيؤدي إلى فقدان المساحة الجماهيرية للقنوات الفلسطينية.

 يقول بأنه ليس من الحكمة تضليل الرأي العام لخدمة أجندات معينة، موضحا أن الجمهور لم يعد يقبل كل ما يعرض عليه خاصة مع وجود الوسائل الإعلامية البديلة.

 * نظرة عامة حول المواقع الاجتماعية


 رصد فريق البحث من خلال بحثه، عدد من الصفحات على الفيس بوك والتي تتناول موضوع الثورات العربية منها بشكل محدد ترتبط بدولة معينه، منها بشكل عام وشامل، مثلا صفحة "الثورات العربية"Arab Revolutions تتناول آخر المستجدات التي تحصل في دول الربيع العربي.


 ويوجد أكثر من صفحة تحمل الإسم نفسه أيضا، وهناك صفحات ركزت على كل دولة ومشاكلها على حدة مثلا صفحة "كلنا خالد سعيد" صفحة مصرية سياسيه تضم 1,2 مليون عضو تناقش آخر المستجدات على الساحة المصرية ولا تخلو الصفحة من ذكر آخر مستجدات الدول العربية ومنها فلسطين،أما تويتر فقد لعب دورا كبيرا أيضا، حيث يمتاز بتخصص مواضيعها ومشاركوها، حيث يوجد في تويتر نشطاء يختصون بجانب معين يتحدثون به.

 ويوجد صفحات على تويتر تتحدث عن الربيع العربي مثلا صفحة "ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ"وصفحة "الربيع العربي" والتي تحدثت عن دول الربيع العربي، ولكن كانت تكثف مناقشاتها عن دولة معينه حسب الأحداث الجارية فيه، وتعدد الصفحات بين اللغة العربية والانجليزية، حيث احتوت الصفحة على مناقشات وأراء ودعاء لنصرة المظلومين، وأخبار بشكل متواصل.


عبد العزيز طرابزوني يتحدث في مقالته "حقيقة الإعلام الجديد في الربيع العربي..ومستقبله" بأن لقاء هيلاري كلينتون مع موقع مصراوي تأكيدا على دور الإعلام الجديد في التدخل الأمريكي بمصر، حيث لأول مره قامت وزيرة الخارجية الأمريكية بتلقي أكثر من 6500 سؤال من فيسبوك وتويتر بعيدا عن تضليل لقاءات الإعلام التقليدي، ومن الجدير بأن مستخدمو تويتر و الفيسبوك يستطيعون تحميل فيديوهات من اليوتيوب على صفحاتهم ليرتبط الحدث بالصورة قد يكون مصدرها من فليكر والفيديو.





*الخاتمة
 وسائل الإعلام الحديثة ودورها في التأثير على ارض الواقع بناء على بحث مركز "أوراد" فريق البحث يخالفهم من ناحية أن الشباب الفلسطيني لم يكن له دور مهم بسبب الانقسام، لأن الشباب الفلسطيني بعد الربيع العربي ازداد شعوره بقوة تأثيره في حال تحركه، وأصبح يطالب بالوحدة ويندد بغلاء المعيشة ويرفع شعار الانتفاضة.

 وبالرغم من الدور الكبير الذي يلعبه وسائل التواصل الاجتماعية إلا وأنها إن لم تجسد على ارض الواقع فقد ذهب كل ما يقولونه في مهب الريح أي بلا جدوى، والمطالبة بتحسين مستوى المعيشة و التنديد بالبطالة.


 تمثل على المواقع الإجتماعيه مثل الفيسبوك بوجود عدة صفحات مثل "ضد الضريبة وغلاء المعيشة" "فلسطين ارض المحشر والمنشر" والتي يصل أعضاؤها إلى أكثر من 100 ألف و"الحارة الفلسطينية" "فلسطينيون ضد غلاء الأسعار وسياسة التجويع" وغيرها من الصفحات التي لعبت دورا كبيرا في حشد الجماهير وتحديد موقع ووقت التظاهر، ولكنها كانت ذات تاثير قصير المدى، ما لبث النشطاء للعودة إلى بيوتهم والعالم الإفتراضي دون تحقيق نتيجة ملموسة.
 ومن هنا نرى التأثر بالربيع العربي من ناحية استخدام المواقع الإجتماعيه، أيضا تأثر النشطاء الفلسطينيون بالربيع العربي من ناحية استخدام فكرة "أساحبي"الكاريكاتورية المصرية لتعبير عن استيائهم بطريقة السخرية، بالإضافة لأغنية "يلا ارحل يا فياض" على نمط "يلا ارحل يا بشار" وابتدع الفلسطينيون طرق عده للاحتجاج مثل قيام الصحفي رومل السويطي بركوب الحمار لاحتجاج عن ارتفاع أسعار الوقود.

 ونوافق هنيبعل في مقالته أعلاه حول تشتت المواضيع على الفيسبوك وفوضويتها، لأن تعدد الصفحات التي تتحدث عن موضوع واحد  يشتت الرأي ولا يجعل الأفراد تصل إلى نتيجة، وزر اللايك حسب تعبيره بأنه شكل من أشكال النضال، وهذا ما حدث تقريبا حيث تجد مئات الآلاف على صفحة على الفيسبوك ولكنك لا تجد سوى العشرات في المظاهرات.
ونوافق الكاتب بأن الحكومة المصرية شعرت بالتهديد من قبل وسائل الإعلام الاجتماعية فقامت بقطع الإنترنت، ولكن لا نغفل بأن أعداد المتظاهرون تزايدت وانتقلوا من العالم الافتراضي إلى العالم الواقعي ليقوموا بإسقاط النظام، فلولا قيام الحكومة المصرية بقطع الإنترنت لكان استمر كثير النشطاء في المطالبة والنقاش في العالم الإفتراضي دون النزول إلى الميدان.

 واستخدام المرشحون المصريون أسلوب دعائي ترويجي على الفيسبوك، يذكرنا بقيام الدكتور سلام فياض بمخاطبة الشعب الفلسطيني عبر صفحته على الفيسبوك للاستماع إلى مطالب المحتجين وشكواهم، ولم يكتفي بمخاطبتهم بالتلفاز أو الراديو أو الراديو، وهذا يدل على الإدراك الكبير لأهمية وخطورة وسائل الإعلام.


 أما بالنسبة لما ذكره "تقرير الإعلام الاجتماعي العربي" أن الفيسبوك تحول من أداة لتسلية والتواصل إلى منسق بين النشطاء يرفع الوعي ويقدم المعلومات، فنحن نوافقه خاصة بأن النظرة للفيسبوك قبل الربيع العربي كانت سلبية وأنها وسيلة لتعرف الشباب على الفتيات وخداعهم.

 ولكن تحول الفيسبوك بعد الربيع العربي إلى منبر سياسي واجتماعي، وقد يعود الارتفاع الطفيف في نسبة المستخدمات الإناث في الوطن العربي للفيسبوك، إلى نسبة الأمية المرتفعة، والعادات والتقاليد التي تمنع الفتاة من إنشاء حساب خاص لها.

يؤيد فريق البحث الكاتبة مريم اوراف لأن استخدام وسائل التواصل الاجتماعية كانت شكل من أشكال المقاومة، أدت إلى وصول ما يحدث في فلسطين إلى العالم، وأصبح النشطاء الفلسطينيون قادرون على تقديم الرواية الفلسطينية للغرب، وأكبر مثالا على ذلك ما حدث في الحرب الأخيرة على غزة، حيث قامت حملات تهدف إلى إخبار العالم ما يحدث في فلسطين، وكشف أكاذيب الاحتلال الإسرائيلي، مثل  "حملة فضح جرائم الإحتلال عبر وسائل الإعلام الاجتماعي" Campaign of Exposing Israeli Crimes via Social Media  بقيادة أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت محمد أبو الرب، حيث تقوم الحملة بنشر أخبار باللغة الإنجليزية وصور وفيديوهات عن انتهاكات الإحتلال الإسرائيلي تجاه الشعب الفلسطيني، وبدأت بنشر ما تعرض في صفحات إخبارية عالمية مثل BBC CNN FOX ABC، مما أدى إلى إرباك الاحتلال الإسرائيلي في الرد.



وأظهرت النتائج لأول مرة تفوق نشطاء الفلسطينيون والمتضامنين الأجانب معهم على الجانب الإسرائيلي، مع التنويه بأن الجهد المبذول في مواقع التواصل الإجتماعية جهد إيجابي ولكنه لم يقم بتدويل القضية الفلسطينية على نطاق واسع كما يجب بعد.

 علما أن فلسطين بالمقارنة مع عدد السكان تعد الأعلى عالميا في استخدام الفيسبوك  حيث قالت حنين طه إخصائية سوشال ميديا  في شركة سبارك ميديا- جزء من مجموعة شركات (VMG) العالمية ، إن اخر احصائية عالمية بحسب ما أوردته تقارير شركة "زومسفير" العالمية لإحصائيات السوشيال ميديا، اظهرت أن فلسطين تحتل أعلى دولة من حيث استخدام "الفيس بوك" بالمقارنة مع عدد السكان حيث وصلت النسبة إلى 40% .

يعقب استاذ الإعلام محمد أبو الرب على النسبة المرتفعة في استخدام الفيسبوك في فلسطين، بقوله "أن حجم حضورنا في الدفاع عن قضايانا الوطنية مخيب للأمال، ولولا جهود النشطاء الأجانب الذين يسترون جانبا من عوراتنا، لكادت الساحة تخلو تماما للنشطاء الإسرائيليين ومؤيديهم". 

 ويشدد أبو الرب بأن الفرصة لا زالت قائمة، حيث ،بإمكاننا أن نفضح جرائم الإحتلال عبر شبكات التواصل الإجتماعية كالفيس بوك وتويتر لذلك يطالب استاذ الإعلام بقرار فلسطيني يقوم بتشكيل مجموعات عمل ممنهجة ومتخصصة في فضح جرائم الإحتلال عبر شبكات التواصل الإجتماعي، ويختم مقالته بقوله "ما أعمق جهلنا إن كنا قادرين على العمل،و لم نعمل بجد".


أما من ناحية أرشيف الأخبار ومقالة "ما هو تأثير الربيع العربي على القضية الفلسطينية"، وحسب ما ذكر الكاتب بأن الربيع العربي أدى إلى تغييب القضية الفلسطينية، ففريق البحث يوافقه ويعارضه حيث لا ننكر بأن القضية الفلسطينية لم تعد محور الأحداث بعد الربيع العربي.

 ولكن هذا بسبب أجندات وسائل الإعلامية وليس الحدث نفسه الذي يطغى، مثلا ثورة البحرين لم يعرف إلا القليل عنها، لأن الإعلام لا يريد، ولم يستطع المشاهد سوى اللجوء إلى اليوتيوب لمشاهدة ما يحصل في البحرين أو في مجزرة بورما.


أما بالنسبة لما قاله الأستاذ أسامة عبد الله فنرى بأن لجوء القيادة إلى الحياد ليس فقط بسبب إعطاء حرية الاختيار، بل بالإضافة كي لا تتكرر مأساة الكويت، فاللاجئون الفلسطينيون موجودون بنسبة عاليه في دول الربيع العربي، مما يقود إلى التأثير عليهم بالدرجة الأولى، وبالرغم من التزام الحياد، إلا وان مخيم اليرموك في سوريا لم يسلم من القتل والتهجير.


 ومن ناحية ما قاله الإعلامي محمد مرشد بأن الشباب لم يتأثر كثيرا بالربيع العربي، نحن نرى بأن التضامن مع إضراب الأسرى، لم يقتصر على النشطاء الفلسطينيين بل قام العديد من النشطاء في الدول العربية في 12 مايو 2012 بتغيير صورة البروفايل على الفيسبوك دعما لقضية الأسرى، وكان لها اثر كبير على تويتر.

 ولا ننسى "الانتفاضة الثالثة" التي كانت دعوتها عن طريق الفيسبوك وتويتر، فنحن نرى بأن وسائل التواصل الاجتماعية ليست تدور بمن يؤثر على من، بل نرى بأن الجميع يؤثر بالجميع.


 ويوافق فريق البحث الناشط مجاهد قط حيث الاعتماد على وسائل التواصل الاجتماعية دون التأكد من مصدر الخبر وصحته يؤدي إلى بلبلة وفوضى، وأجمع غالبية من قابلناهم بأن الإعلام كان مستواه ضعيفا في تغطية الثورات العربية، حيث نعارض بأن الإعلام الفلسطيني من خلال تغطيته ساهم في رفع معنويات الفلسطينيين.


ومن هنا نرى قوة وسائل الإعلام الاجتماعية التي لعبت دورا محوريا في الربيع العربي، لهذا نرى بأن النشطاء الفلسطينيون ألهم خلال سنوات كفاحه الطويلة بالربيع العربي، وبالمقابل تأثر الشباب الفلسطيني بالربيع العربي، وأن مواقع التواصل الإجتماعية لن تلعب دور اساسي في التغيير إن لم يخرج ردوادها إلى ارض الواقع.




المراجع




*. الدكتور خالد الزعبي، "الربيع العربي واثره سياسيا على القضيه الفلسطينية   19 كاون الاول 






*داوود أبو لبده، (ما هو تأثير الربيع العربي على القضية الفلسطينية)  16 اذار 2012 http://www.commongroundnews.org



* موقع الجزيره نت من مجله الاداب عدد 7-9 . www adabmag.com 


*الربيع العربي يزهر في فلسطين هيثم طيطي Monday 17 September 2012
*مقال هنيبعل....يتسكع في الإرجاء

 *.الشباب الفلسطيني يتحدث عن نفسه: واقع ومستقبل النظام السياسي والعملية السياسية في فلسطين شباط 2012 مركز العالم العربي للبحوث والتنمية"أوراد"
http://www.blogger.com/blogger.g?blogID=1239356359978077305#editor/target=post;postID=5905344480562328942;onPublishedMenu=allposts;onClosedMenu=allposts;postNum=0;src=postname


* Miriyam Aouragh، Journal of Arab & Muslim Media Research
Everyday resistance on the internet: the Palestinian context



*نظرة حول تقرير الإعلام الاجتماعي العربي (الإعلام الاجتماعي والحراك المدني: تأثير فيسبوك وتويتر). كلية دبي للإدارة الحكومية




*(بالمقارنة مع عدد السكان- فلسطين الأعلى عالميا في استخدام الفيس بوك)، وكالة معا الإخبارية، نشر الأربعـاء 27/03/2013 
http://maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=579351


* محمد أبو الرب،(" روجر ووترز" يفضح عورتنا الاعلامية !!!) وكالة معا الإخبارية،  25/03/2013
http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=578620
                    

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".