اللي بتجوز إمي بقله عمي
بقلم: ديمة الحاج يوسف
في يوم من الأيام ذهبت لشراء دماغ من السوق، فوجدت أكثرهم سعرا الدماغ العربي، لماذا برأيكم؟ سيخيم صمت أبله يقطعه المجيب بقوله لأنه غير مستهلك، وهكذا سيطلقون ضحكات مدوية ويقهقهون وينقلبون على ظهورهم!.
ما زلنا
نضحك ونردد الأمثال التي تثير سخريتنا على من يتجرأ ويتعلم بعد أن زحف
الشيب على رأسه، ونسبة الأمية في الوطن العربي 27.9% ! لنقول ”بعد ما شاب
ودوه على الكتاب“، و“ التعليم في الكبر مثل النقش في المدر“ ، متناسيين
قول رسول الله ”اطلب العلم من المهد إلى اللحد“.
في الوقت الذي نسأل أنفسنا بسذاجة مفرطة لماذا نحن متخلفون والغرب متطورون؛ ليقول هنري فورد “ أي شخص يتوقف عن التعليم هو عجوز سواء كان في العشرين أو الثمانين“.
إذن لقد هرمت مجتمعاتنا، فما زلنا نعزي سبب تخلفنا إلى تحكم الغرب وسلبه خيراتنا، ولا نعزي بأن الضعف الذي ألحقناه بأنفسنا كان السبب
في التآمر علينا، وأن ثورات الربيع العربي ستذهب في مهب الريح إن لم تثور
الشعوب على أنفسها، بتغيير عقليتها وسلوكها، ومن الأمور التي تساهم في
تشكيل عقلية سقيمة للعربي الأمثال السلبية التي تتداولها مجتمعاتنا دون
وعي.
فلا تستغرب حين ترى مجتمعاتنا ضعيفة البنية الاقتصادية، لأنك ستسمعهم يقولون ”الشركة تركه“ ”والعب وحدك تيجي راضي“، مما يؤدي إلى سيادة النرجسية والفردية والرؤية الضيقة، وما ينتج عنه من استنزاف للوقت والطاقة دون حصد النتائج المطلوبة.
وهذا يؤهلنا لدخول العمل الجماعي بروح هزيلة، فتقوم الأغلبية بإلقاء مسؤولية إنجاز العمل على فرد واحد والبقية ستستجم، هذا حال العمل الجماعي في مجتمعاتنا بالرغم من الحديث الشريف ”عليكم بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة“.
وهذا يؤهلنا لدخول العمل الجماعي بروح هزيلة، فتقوم الأغلبية بإلقاء مسؤولية إنجاز العمل على فرد واحد والبقية ستستجم، هذا حال العمل الجماعي في مجتمعاتنا بالرغم من الحديث الشريف ”عليكم بالجماعة، فإن يد الله مع الجماعة“.
أما مثل
”امشي الحيط الحيط وقول يا رب الستره“ و ”حط راسك بين الروس وقول يا قطاع
الروس“ و ”اللي بتجوز أمي بقله عمي“ و ”اللي بغمض عينه بعيش“!، يعكس بشكل
فاضح العقلية الانهزامية لدى العربي.
الذي يفضل قضاء عمره صامت مختبئ لا دور له في التغيير لا رأي له بما يحصل من حوله، فكل ما يطلبه هو الستره خوفا من قيام أجهزة الدولة بتعريته، حتى بات المواطن يؤمن أن ”الموت مع الجماعة رحمة“ لتبرير مسيره مع الناس أينما ساروا وليقاوم التجديد والحفاظ على كل ما هو تقليدي.
الذي يفضل قضاء عمره صامت مختبئ لا دور له في التغيير لا رأي له بما يحصل من حوله، فكل ما يطلبه هو الستره خوفا من قيام أجهزة الدولة بتعريته، حتى بات المواطن يؤمن أن ”الموت مع الجماعة رحمة“ لتبرير مسيره مع الناس أينما ساروا وليقاوم التجديد والحفاظ على كل ما هو تقليدي.
ولا ينسى المواطن ببقاء رأسه منخفضا ظنا منه بأن هذه هي الطريقة
التي سوف يحافظ بها على رأسه!،ولا بأس إن تظاهر بالعمى يعيش! كل هذا يثبت ثقافة القطيع السائدة
في مجتمعاتنا، والتي تقوم على تقديس الشعب لحكومة والامتنان له بعد أن طال
العهد بهم بالاستبداد والقمع، وهكذا تتعامل الحكومة مع الشعب بكونه قطيع
من الأغنام تسفك فيه الحقوق وتبطل التفكير لدى الجماهير!.
وقد نسمع بعض الأهالي والمعلمين يرددون ”التكرار بعلم الحمار“
ليصبح التكرار صفة الحمقى والمغفلين الذين عجزوا عن استيعاب السلوك أو
الدرس للمرة الأولى، بالرغم إن من خطوات معالجة النسيان هي بالتكرار.
ومن المثير للإهتمام أن التكرار قد تكون تجارب مثل التي قام بها أديسون لصنع المصباح الكهربائي! وقد تكون محاولات لاستئصال العادات السلبية دون أن يتقبلها الفرد ويركن إليها!، ولكنها أصبحت صفة مثيرة لسخرية والإهانه!.
ومن المثير للإهتمام أن التكرار قد تكون تجارب مثل التي قام بها أديسون لصنع المصباح الكهربائي! وقد تكون محاولات لاستئصال العادات السلبية دون أن يتقبلها الفرد ويركن إليها!، ولكنها أصبحت صفة مثيرة لسخرية والإهانه!.
وليس من حقك أن تستغرب حين تسمع بحدوث قتل
أو مشاجرة بين العائلات في القرى أو المدينة ، لأنهم سيقولون لك ”أنا
وأخوي على أبن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب“ لتراهم يفتخرون بالعصبية
القبلية المغروسة لديهم، بالرغم من هذا تراهم أقوياء على بعضهم البعض لا
يتوانون في سلخ بعض، ولكن حين تأتي المخابرات على هؤلاء تراهم وكأن على
رؤوسهم الطير!“.
أما من يقول لزوج أمه يا عمي، هو الذي يعتبر من يسيطر على الأرض ويحكم الشعب هو السلطة الشرعية، وله عليه حق الطاعة والاستسلام، كما أنه يقول لزوج أمه: يا عمي، وإن لم يكن عمه؟!، لهذا لقد تقبلت الحكومات العربية بأن تتزوج أمهاتهم ”أوطانهم“ من الإحتلال وقدموا له من وسائل الدعة والراحة كل ما تنبع به الأرض من ذهب وحديد وفوسفات وغاز ونفط ومواد خام، مقابل بأن يسمح لهم بالبقاء ولملمة بقايا فتاتهم!.
إذن كل ما يحدث
للأمة العربية ليس ابتلاء من الله وقضاء وقدر، وليس بيدنا شيء حياله، بل
نحن من أدخلنا ذاك العم المزعوم ليستوطن بيتنا ويطردنا على العتبة، فيعد
توالي سنوات طويلة من الاحتلال العسكري على شعوبنا العربية، غزا الاحتلال
الثقافي مكانه،
لتتأزم الهوية لدينا ونعيش في صراع بين التمسك بتقاليد أجدادنا أم الغرب،
ولم نقم بإيجاد منظومة فكرية خاصة بنا تناسبنا في القوت الحالي!.
فلم نعاني
من الفقر؟ هل لأن الفقراء أحباب الله وسيدخلون الجنة؟ أم لأننا نعاني من
الفساد الإداري والمؤسساتي؟، ولم تواجه شعوبنا العربية مشكلة البطالة،
والجهل والأمية، والقتل، والعصبية الجاهلية، وغيرها من المشاكل المستفحلة.
والتي أسبابها كثيرة ولست بصدد الوقوف عليها، بقدر ما أردت أن أسلط الضوء على ما نتفوه به وما أثره على عقليتنا وسلوكنا!، لهذا علينا أن نكف عن قول لزوج أمنا يا عمي والكف عن ترديد الأمثلة السلبية التي تزيد الطين بلة!
والتي أسبابها كثيرة ولست بصدد الوقوف عليها، بقدر ما أردت أن أسلط الضوء على ما نتفوه به وما أثره على عقليتنا وسلوكنا!، لهذا علينا أن نكف عن قول لزوج أمنا يا عمي والكف عن ترديد الأمثلة السلبية التي تزيد الطين بلة!
تعليقات
إرسال تعليق