اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

بقلم: ديمة الحاج يوسف

from www.tellelfara.com   by Jose Gomez

 تشير العديد من نتائج المسوحات والحفريات الأثرية في كل بقعة من أرض فلسطين على تجذر الكنعانيين في هذه الأرض منذ الالاف السنين، وتدل تلك الاكتشافات على نمط حياتهم والمميزات الاقتصاديه والاجتماعية والعمرانية لحضارة الكنعانين.

وفق للباحثين تشير العديد من الأدلة إلى وجود الكنعانيين بناة الحضارة الأولى في أرض فلسطين إلى ما قبل 7 الاف سنه من خلال تتبع آثار مدينة أريحا، هذه النتائج تواجه طوفان التزييف المتبع من قبل الاحتلال الإسرائيلي لطمس معالم التراث الفلسطيني وتهويده.


 وساهم الكنعانيون في الحضارة البشرية بعدة مجالات منها: اختراع أقدم الأبجديات في التاريخ، بالإضافة إلى اسهاماتهم في مجالات الزراعة البستنه وتدجين بعض الحيوانات والصيد والرعي وبرعوا في التعدين وصناعة الخزف والزجاج والنسيج  ووسائل الري وحفر الآبار وبناء المدن وتأسيس الموانئ وفن العماره وبناء المعابد وما عرفوا به بطقوسهم وشعائرهم بالعباده..."2"

From www.tellelfara.com  by: Jose Gomez

وتعتبر منطقة "تل الفارعه" موقع أثري يعتبر مرجع مهم لعلماء الآثار، لفهم العنصر البرونزي والحديدي، لمعرفة التطور والوجود الكنعاني ونمط حياته قبل ثلاثة الالاف عام.
ويقع "تل الفارعة" حوالي 11 كم إلى الشمال الشرقي من بلاطه على طريق تجاري قديم يربط منطقة نهر الأردن مع منطقة جبل السامره (جبال نابلس)، تبلغ مساحته 14 هكتار.

المصدر: كتاب تاريخ فلسطين قبل الميلاد
حيث شهد العصر البرونزي القديم تأسيس دويلات تتمتع باستقلاليه ذاتيه  ولديها مركز سياسي مهم خلال العصر البرونزي القديم، شكلت اهم انماط الاستقرار في الألفيه الثالثه قبل الميلاد، ومنها تل الفارعة الذي كان مأهولاً بالسكان خلال المرحلتين الأولتين في العصر البرونزي القديم،  ومحصناً خلال المرحلة الثانية من العصر البرونزي القديم. وشهدت تلك المنطقه كغيرها من "الدويلات" تحولات وإعادة في توزيع مركزها السياسي من تحالفات سياسية وضم لما يجاورها  من المدن مع بداية المرحلة الثالثه في العصر البرونزي.


وأجري في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي عدة تنقيبات من قبل البعثة الفرنسية والبريطانية، وحاليا تقوم البعثة الأسبانية والبرتغاليه من خلال التعاون المشترك بين وزارة السياحة والاثار الفلسطينة، وجامعة كورونا الاسبانية وجامعة لشبونة الجديدة البرتغالية ومجلس قروي الفارعة بإجراء تنقيبات في تل الفارعه استكمالا للموسم الماضي, وعلى مدار خمس سنوات بهدف تحويل الموقع "تل الفارعه" إلى حديقة أثرية وطنية  مفتوحه للزيارة، واستضاف البعثة المجلس الأعلى للشباب والرياضه في الشمال.


ويعتبر هذا المشروع غاية في الأهمية  باعتباره رسالة قوية في تثبيت الرواية التاريخية الفلسطينية، وتعزيز الهوية الوطنيه، وإقامة الموقع على خريطة السياحة الفلسطينية، والتشجيع على السياحة الداخلية مما سيعود على المجتمع المحلي بعوائد كبيرة وذلك حسب رأي مشرف البعثة الأسبانية البرتغالية، سفيان دعيس.


من الجدير بالذكر أن البعثات السابقة والحاليه اكتشفت عدد من الأدوات الصوانيه والبازلتيه وآوان فخاريه متعددة ومزخرفه تدل على مراحل تطور صناعة الفخار ومدلولاتها التاريخية، واكتشفوا مدافن عموديه مقطوعه من الصخر. 

ما زال هناك الكثير من الجهد المضني والجاد في هذا السياق لحماية التراث الفلسطيني ولإثبات الوجود الكنعاني في كل زاوية من زوايا فلسطين، وأجزم أن في السنوت القادمه سوف نشهد عدد من الاكتشافات المهمه والتي تعتبر مادة دسمه للباحثين في تل الفارعه وغيرها من المناطق.




*أوجه شكر خاص لمشرف البعثة سفيان دعيس لتعامله الراقي  ولتفانيه في العمل، وأوجه شكر لصديقي الرائع الأسباني خوسيه جوميز، المحب للثقافة العربية ويستطيع التحدث باللغة العربية وكان لي الشرف بإكتساب صداقته.


مصادر مهمة للإطلاع:

1 . الكنعانيون, مركز المعلومات الوطني الفلسطيني وفا    
2 . عبد اللطيف، مازن: "المكتشفات الأثرية ودورها في محاولة طمس التراث الفلسطيني وتهويده".
4. معاويه، ابراهيم "الموسوعة الفلسطينية"
5. أبو حاكمة، هشام "تاريخ فلسطين قبل الميلاد"
6. المزين، عبد الرحمن "الفكر الأسطوري الكنعاني وأثره في التراث الفلسطيني المعاصر".


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".