"أنا و صديقي نقوم بحركات صعبة على مستوى العالم" مراهق في فلسطين يمارس رياضة "اليونيسايكل" الفريدة من نوعها





 إعداد: ديمة الحاج يوسف

في جبل النار (مدينة نابلس) يقطن شاب في السابعة عشر من عمره، مجاهد اغبر، يمارس رياضة فريدة من نوعها في فلسطين، وهي رياضة "اليونيسايكل" وللتعرف أكثر على هذه الرياضة وعلى لاعبها كان لنا هذا اللقاء.
 

يخبرنا مجاهد اغبر عن رياضة اليونيسايكل بكونها رياضة عالمية موجودة في أغلب الدول في العالم و موجودة بشكل قليل جدا في الدول العربية. وهناك عدة أنواع و تفرعات للرياضة مثل اليونيسايكل الخاص في السباقات او يونيسايكل الجبلي او يونيسايكل الحركات...الخ.

يقول مجاهد بأنه تعرف على رياضة اليونيسايكل لأول مره قبل ثلاث سنوات عن طريق الصدفة، حيث كان يتدرب في نادي سيرك وتعرف على صديق هناك علمه اليونيسايكل وأساسياتها، و بعدها كمل تدريبه لوحده.

يرى مجاهد نفسه  منجذب نحو هذه الرياضة أكثر من غيرها لأنه يتمتع بمستوى عالي في كثير من الرياضات والعاب قوى، ويضيف "هناك متعة خاصة لليونيسايكل، لأنها رياضة صعبة و تحتاج إلى تدريب من أجل كسر حاجز الخوف الهائل، حتى تصل لمرادك و للمستوى المطلوب".

ويتابع قوله "حين أقوم بعروض، وأرى الناس سعيدة، يتولد لدي دافع حتى أستمر وأبدع أكثر، بالرغم أن حياتي فيها أنشطة كثيرة  وقد تكون كافية لشخص مراهق".

يشعر اغبر بالأسف لرفض أغلبية من حوله فكرة ممارسته لهذه الرياضة، وعدم تشجيعه حتى من أقرب الناس إليه، ويعزي ذلك لعدة أسباب منطقية منها خطورة اللعبة وإمكانية إلحاق الأذى به بشكل كبير، ولأن اليونيسايكل سعره أغلى من "البسكليت" (الدراجة الهوائية) وأحيانا لأسباب غير منطقية، ولكن مثابرته جعلت الأغلبية المحيطة به تقتنع بمدى أهمية وجمال هذه الرياضة. 


ويكشف مجاهد ذو السابعة عشر من عمره عن سر تميزه في  هذه الرياضة، بوصفها رياضة صعبة و غير متوفرة في العالم العربي وتحتاج لتوفير أماكن عدة للتمرين والتدريب، ويردف قائلا "بالرغم من كل الصعوبات استطعت الوصول لمستويات عالية بفضل المثابرة، الإصرار، والتدريب المستمر، حيث أنا و صديقي نقوم في حركات صعبة على مستوى العالم".

في الوقت نفسه يتحدث بأن رياضة اليونيسايكل علمته عدة أمور، مثل التوازن، كسر حاجز الخوف الكبير، وأن الإبداع يحتاج لإصرار متواصل وتدريب كبير، مما جعله يطور من قدراته وثقته بنفسي حتى  طريقة تعامله مع الناس، وفق لقوله إبداعه في هذه الرياضة أكسبه إحترام وتقدير الآخرين له، لإمتلاكه موهبة فريدة من نوعها في فلسطين.

ولأن الحياه لا تخلو من المصاعب، واجه مجاهد عدة تحديات، ففي البداية لم يكن بمقدوره شراء اليونيسايكل أو التدرب في الأماكن غير المناسبة، ويضيف اغبر بأن  صعوبة تقبل المجتمع لهذه الرياضة وذلك عبر وشوشاتهم، نظراتهم، وإعتقادهم بأن العمل أو الرياضة الذي تقوم به إن لم تربح من خلالها نقود فهي بلا جدوى، مما أدى لصعوبة تعامله مع المجتمع، ويتابع "ضعف الدعم الرياضي في فلسطين، يشكل عائق رئيسي لي وللعديد من الشباب".

ويطالب مجاهد اغبر، بتوفير أمكنه ومعدات مخصصة لهذه الرياضة، لكونها تحتاج لمتطلبات مختلفة، ويشدد على أهمية الدعم الكبير الذي يجب أن يتلقاه الموهوب من المجتمع ومن الأهل خصوصا.

ويعبر عن رغبته بالإستمرار في هذا المجال والإبداع فيه أكثر، ويختم حديثه بأن فلسطين قادرة على تطوير نفسها دون الحاجة للملايين من الدولارات، إنما بالتفكير الصحيح بكيفية دفع الشباب وتحفيزهم لتفريغ طاقاتهم بالشكل السليم، لإستثمار عقولهم ومواهبهم.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".