سيدات ناجحات في إعلان بسكويت



في الوقت الذي تتمايل فيه الفتاة لتعلن عن عطر، أو حبة شوكولاته، ينسى المشاهد فحوى الإعلان، لتركيزه على الفتاة وتحقيق الغرض المطلوب من الإعلان، وهو تحويل المرأة لجائزة يحصل عليها المستهلك في حال إشترى السلعه المذكورة! تسليع المرأة وتسطيحها، وإستبدالها بكائن إستهلاكي بدلا من إنسانه!.


 هذه الدعاية حاولت الخروج عن المألوف، النمطي والمبتذل في عرض صورة المرأة، بعرض أهمية كفاح المرأة وإجتهادها لتنجح وتبدع في المجال الميداني، وعدم حصر دورها كربة منزل، أو كمصدر متعه للجنس الآخر.


يبدأ الإعلان بهذه الجملة"حين تسعين لتحقيق أحلامك، تغدو أحلامك حقيقة" مركزا على أهمية الأحلام والسعي من أجل تحقيها، وأهمية تمكين المرأة من خلال التعلم وقدرتها على تحقيق التفوق والنجاح الدراسي.



ثم يذكر الإعلان جملة "حين تصرين على مواجهة المستحيل"  ترافقه صورة إمرأة تتدرب من أجل قيادة الطائرة، لكن المستحيل لا يكمن في قيادة المرأة للطائرة.


بل في أفكار وبيئة المجتمع في الوعي الجمعي لديهم الذي يجعل من قيادة المرأة للطائرة أمر مستحيل، والوعي الجمعي هو مصطلح  في علم النفس ابتكر من قبل عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركايم (يشير إلى المعتقدات والمواقف الأخلاقية المشتركة والتي تعمل كقوة للتوحيد داخل المجتمع).



بعدها يكشف الإعلان عن منتج الشوكولاتة وذلك من خلال تناول الفتاة الممدة على الأريكة قطعة منه.

 "حين تحولين شغفك إلى هدف..." و "حين ينبع الإلهام من ذاتك" جملتان مرفقات بصور تعزز مكانة المرأة، وتركز على نجاحات المرأة سواء بتصميم الأزياء، أو بالرياضة وينطبق عليهما الكثير من المجالات في الحياة.


هذه الدعاية بما تتضمن من إيحاءات إيجابية في تمكين المرأة، أعتبر هذا الإعلان خطوة إيجابية في عالم يسعى إلى تحويل المرأة إلى شيء!.

فالصور مع تكرارها تؤدي إلى تحول كل المعلومات المتدفقة إلى صورة نمطية لا تتوفر بها معلومات كافية، ثم صورة ذهنيه تتوفر بها المعلومات وفي حال تم تطوير معلومات إليها قد تتحول إلى مبدأ لتصبح قضية رأي عام!.






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".