القدس أكبر من هذا

بقلم: ديمة الحاج يوسف


                بعدسة المصور عطا جبر                     

القدس ليست نشرة اخبار الثامنة مساء،  ليست شريط الأخبار الملون الذي يعبر مسرعا ليخبرك ببناء أكثر من ألف وحدة استيطانية فيها، ليست حصاد اليوم، أو الخبر العاجل بإستشهاد شبابنا الورود من أجلها.




 القدس ليست التهويد، الهيكل، الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، ومنع المصلين من الدخول إليها، القدس أكبر من أن تكون فورة إنفعالية لمذيع الأخبار.

 أو ضربة يد على الطاولة لسياسي منافق أو وطني، ليست تصريح لحزب أو لرئيس دولة ما في بيان شجب وندب واستنكار...ليست كل هذا، بل هي أكبر من هذا واكثر.


القدس المدينة الوحيدة التي تدفع باقي مدن العالم لوضع مساحيق التجميل لعلها توازي سحرها، القدس المدينة الموشومة بأعيننا كلما نظرنا لأنفسنا رأيناها.


هي المدينة التي تعزف سيموفنيتها من شموخ المسجد الأقصى وخشوع كنيسة القيامة، ضحكات الأطفال، أصوات الباعة، أحاديث الجدران القديمة... هي المدينة التي تخبز التاريخ بكفاح أهلها وصمودهم، فكلما ضاق العيش بهم، يلقنون  الحياة درس بكيفية تشكل الأمل والحرية.



القدس تسخر بهدوء من الساسة والتصريحات، بكون القدس الشرقية عاصمة فقط لضفة الغربية وقطاع غزة، القدس لا تعترف بالإتفاقيات، وترى فلسطين من رأس الناقورة إلى أم الرشراش، وعاصمتها القدس الشريف وليست القدس الشرقية فقط!.


ولأن القدس أكبر من أن تكون حادث عرضي في كتب التاريخ، ونشرات الاخبار ولافتات المظاهرات، سنغني، نكتب القصائد، نكتب بكل لغات العالم من أجلها، سنصورها، ونحتشد بمظاهرات عقلية وفكرية وثورية لها، سنجتمع بلقاءات ثقافية عنها.


لندعو العالم لزيارتها ونشجع السياحة فيها بالرغم من كل المعيقات، لنتفاعل عبر مواقع التواصل من أجلها، لنتحدث للعالم عن تاريخها والمعاناة والكفاح الذي نحياه في فلسطين.ولمن لم يقاطع البضائع الإسرائيلية ليبدأ بمقاطعتها ويدعو محيطه للمقاطعه.



لنفعل كل شيء من أجل القدس عاصمتنا الأبدية والوحيدة، لنفعل كل ما بإستطاعتنا وأكثر من أجلها، لأن هرمون "الأدرينالين " المسؤول عن الغضب، ليس هو الحافز لنهب من أجلها، لأنها كل شيء وإليها نعود ونرجع، ولأنها معركتنا الحاسمة، وهويتنا وخبز كفاحنا.






تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".