«موسم المرطبات» في جنين

جنين_ديمة الحاج يوسف (مدرسة الحياة)



في الأيام العادية، نادراً ما ترى بائعي المرطبات في جنين، ولكن بعد اجتياح موجة الحر الأخيرة فلسطين، بدرجة حرارة تجاوزت الـ40 مئوية، باتت بسطات المرطبات والبائعون منتشرين بكثرة في الشوارع. «بُورِدْ» هي الكلمة الأكثر انتشاراً لحضّ الناس على شراء المرطبات، تخفيفاً من وطأة درجات الحرارة المرتفعة على المارة.


ويقول محمود، خريج الجامعة العربية - الأميركية: «تخرجت قبل بضع سنوات بتخصص نظم المعلومات الإدارية، وحاولت في شكل دؤوب الحصول على وظيفة ولكن عبثاً، لهذا حاولت العمل بمهن مختلفة، وأعمل حالياً بالشراكة مع أخي في هذه البسطة لبيع المرطبات منذ شهر والإقبال عليها لا بأس به، وأطمح في أن أفتح مقهى في المستقبل كمشروع خاص لي».

وليس بعيداً يقف أبو علي في الظل، يبيع المرطبات بالتمر الهندي وعصير الليمون، وهما النكهتان الأكثر انتشاراً بين الباعة. ويعرف أبو علي، نتيجة خبرته الطويلة في الميدان، أن بيع المرطبات يتراجع أثناء فترة ارتفاع درجة الحرارة، مقارنة بالأيام العادية، لأن عدد الناس في الشوارع ينخفض. ويوضح أنه يربح أكثر في الأيام العادية التي يكثر فيها المارة من القرى وعرب الداخل الآتين إلى جنين.

يقف أبو محمد في الشارع الرئيسي ويقي نفسه من لهيب الشمس بمظلة ملونة كبيرة منتصبة فوق بسطته التي يبيع فيها الماء المثلج، ويقول: «الحمد لله في كل الأيام يكون هناك طلب على المياه الباردة والمثلجة، وفي هذه الأيام ازداد الطلب، وأصبح لدي زبائن ثابتون أتعامل معهم في شكل متكرر، وهم من الموظفين وأصحاب المحال المجاورة».

وتجاور أبي محمد بسطة لها واجهة زجاجية، وتتكوم فيها حبات البرتقال في شكل عمودي مرتب، وفيها عَصّارة يدوية يستخدمها مصطفى لعصر البرتقال في الحال وتقديمه للزبائن. ويقول مصطفى: «أنا جديد في هذه المهنة، ولكن درجات الحرارة المرتفعة ورغبة الناس في الانتعاش في هذا الجو جعلتني أفكر في بيع عصير البرتقال الطبيعي، والحمد لله الطلب عليه مرتفع لكون المطاعم والمقاهي تبيعه بسعر أعلى».

ويلاحظ المارة أن حتى بعض محال بيع القهوة والمكسرات أو المطاعم وضعت آلة لبيع عصير التمر الهندي والليمون في خارج المحل وبالسعر ذاته الذي يباع به في الشارع. ويبرر صاحب أحد هذه المحال وضعه الآلة بـ«ازدياد الطلب على العصير في هذه الأيام ولكونها لا تكلفني شيئاً يذكر، ولأن محلي يقع في شارع فرعي تجاوره محلات ملابس وليس مطاعم وبسطات، ما يدفع المشتري إلى الشراء لترطيب نفسه حين يرى العصائر».

وتقول حنان، الموظفة في أحد محال بيع الملابس: «كل يوم أنزل للسوق في جنين بحكم عملي، وفي الأيام العادية قلما أجد بسطة لبيع المرطبات، لكن في هذه الأيام أجدها متوافرة بكثرة، وأثناء ذهابي للعمل تكون درجات الحرارة ما زالت منخفضة فلا أرغب فيه، بينما أشتري يومياً أثناء عودتي من هذه المرطبات أو زجاجة ماء مثلج كي أتحمل الانتظار في موقف السيارات في هذا الجو".

رابط المصدر الأصلي للتقرير: اضغط

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".