الضغوط كثيرة على الصحافيين الفلسطينيين
نابلس-ديمة الحاج يوسف-(مدرسة الحياة)
يلعب الصحافي دوراً بالغ الأهمية في المجتمعات المتقدمة. يراقب المسؤولين والمؤسسات، يحاور من يهتم الجمهور لأمرهم، يقرأ بين السطور... ويُقال إنه جزء من سلطة تراقب السلطات الدستورية المعروفة. لكن الصحافيين، الذين يتمتعون بامتيازات في أحيان كثيرة، يتعرضون أيضاً لضغوط متعددة، ما هي طبيعتها؟ بعضها اجتماعي، ومنها ما هو سياسي، وثمة ما هو اقتصادي ومهني...
«مدرسة الحياة» طرحت السؤال عن الضغوط التي يتعرض لها الصحافي في فلسطين على ثلاثة عاملين في «مهنة المتاعب»، وكانت الأجوبة الآتية:
*محمود برهم، مدير «تلفزيون نابلس»: هناك ضغوط ذات طبيعة اجتماعية تتمثل بعدم وجود دوام محدد، مثلاً من الساعة كذا الى الساعة كذا، كما في باقي المهن إجمالاً، وذلك لأن على الصحافي مواكبة الأحداث وتغطيتها... أنا أعارض طبعاً فكرة الدوام الثابت للصحافيين، لكن غياب الدوام المحدد يشكل عبئاً على العاملين في المهنة... والصحافي قد يتعرض لمضايقات رغم أهدافه الإنسانية، لأن الأفكار القبلية تطغى في بعض الأحيان على مجتمعنا.
وكل صحافي يتعرض لضغوط، كلما مارس المهنة سيزداد الضغط عليه، لكن ذكاءه في التعامل مع الأحداث يمكنه من تلافي الضغط الذي يؤدي في النتيجة إلى خسارة المجتمع ورداءة المضمون.
ومن أكثر الضغوط مدعاة للاستنكار الإجراءات التشديدية لمنع الصحافي من ممارسة عمله (تصوير واستقصاء المعلومات) حينما يقال له عليك أخذ إذن من فلان أو علان لتغطية هذا الحدث أو ذاك. غير أن المؤسسة الإعلامية تلعب دوراً رئيسياً في مساعدة الصحافي لممارسة عمله بالشكل الصحيح عبر حمايته قانونياً وتوفير مستلزمات العيش الكريم له.
ويتعرض الصحافي الى ضغط اقتصادي يعاني منه المجتمع بأكمله... لكن الإعلام يعاني فوق ذلك من عدم وجود استثمار جاد فيه محلياً.
*أمل القاسم، صحافية في «إذاعة جامعة النجاح الوطنية»: هناك ضغوط العادات والتقاليد التي لا تتقبل طرح مواضيع يدرجها المجتمع ضمن المحرمات مثل سفاح القربى والاغتصاب وغيرهما، ما يضطر الصحافي إلى مجاراة المجتمع واعتماد الالتفاف لطرح مثل هذه المواضيع... على الصحافي استغلال الأحداث لتغيير المجتمع إيجابياً.
وهناك الضغط السياسي الذي يتجسد مثلاً في امتناع المسؤولين عن اعطاء المعلومات التي يريد الجمهور معرفتها.
وهناك الرواتب التي لا تسد رمق الصحافي ويضطر الى ممارسة عمل إضافي بعيد من الصحافة لتوفير حاجاته والتزاماته، هناك نقص التحفيز المادي، ما يحد من الإبداع و يجعل الصحافي متشتت الذهن بين لقمة العيش ووظيفته فيعجز عن الإتقان.
*نجاح جبجي، صحافية في جريدة «القدس»: من الضغوط الإجتماعية على الصحافي تحميله مسؤولية كثير من الأحداث، من جانب المجتمع. هناك طبعاً ضغوط سياسية، لكن يمكن تجنبها عبر معرفة السياسة التحريرية للمؤسسة التي يعمل فيها الصحافي... قد تُلغى مقابلة مثلاً بسبب سطر واحد، لذا على الصحافي التنبه.
هناك أيضا ضغط الإعلانات، للمعلنين سلطة كبيرة على وسائل الإعلام، وأحياناً يتجاهل الإعلام معلومات لكسب رضاهم.
وعلى المستوى المعيشي، لا أتعاب لا معاش لا تأمين صحياً، هذا هو واقع الصحافي، وهذا يمثل ضغطاً كبيراً جداً.
رابط المصدر الأصلي للتقرير: هنا
رابط المصدر الأصلي للتقرير: هنا
تعليقات
إرسال تعليق