القوة الناعمة للدعاية

بقلم: ديمة الحاج يوسف

صورة تعبيرية


أسياد الثقافة الإستهلاكية المادية يخاطبون الغرائز والعواطف ويبتعدون عن المنطق والخطاب العقلاني، يحددون للآخرين كيف يتذوقون، يشعرون، ما معايير الجمال، قياس الحب، لون الأناقه، أفضل لغة؟.


 ما فيلمهم وكتابهم وموسيقاهم المثلى! ما مساحة السماء، وكيف تكون الحياة؟ وما الطريقة المثلى للعيش فيها
؟ وما هي احتياجاتك ومدى قدرتك على الإشباع .


كل هذا وأكثر تطوعه القوة الناعمه بدهاء وشيطانية ليرضخ المرء لها  دون إدراك مسبق.


بالإضافة لسطوة قادة الرأي من النخب المشهورة في المجتمع من لاعبين رياضيين، رجال دين، فنانين...  يؤدي ظهورهم في الإعلانات لترويج لسلعة ما، إلى تأثر الجماهير بهم والسعي لمحاكاتهم لكون قادة الرأي قدوة ومصدر ثقة لدى الجماهير.



فالقدرة على تحويل الفرد لمستهلك بالدرجة الأولى، يسعى لشراء ما يرغب به وليس ما يحتاجه فقط، ويحول كمالياته الثانوية إلى متطلبات اساسية في حياته، تجعله يشعر بأنه لا يستطيع العيش من دون تلك السلع وذلك بفعل أثر التراكم وتكرار مشاهدة الإعلان مما يحولها لعادة لديه!.



وبالتالي تنجح لعبة العروض، الخصومات على الأسعار و"التخفيضات الهائلة" في جعل المستهلك  مهووس في الرغبة الشرائية ليشعر بإزدياد قيمته النفسية والإجتماعية كلما زاد إقباله على الشراء، والشعور  بالراحة والسعادة المؤقته، التي ما تلبث أن تزول، ينتج عنها شعور شديد بالإكتئاب والإحباط!.



تتعدد الأساليب  والأهداف المستخدمه في الدعاية، لكن جميعها تهدف لحشد الرأي العام لتبني السلعة التي يتم الترويج لها، وحشد كل الوسائل لتأثير على العقل اللاواعي ودفعه لشراء المنتج وإن لم يكن بحاجة له.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".