الثورة السورية وأثرها على مقالات الكتاب الفلسطينيين والإسرائيليين(2012)
ملاحظة: تم إعداد هذا البحث عام 2012 كأول
محاولة بحثية تحليلية لي وأنا طالبة سنة ثالثة في الجامعة، لهذا سأنشره كما هو من حيث
المضمون، وسأعدل فقط في ترتيب البحث وتوثيقه.
إعداد: ديمة الحاج يوسف و الاء بني فضل
بمشاركة وعود مسيمي و ريم إبراهيم
كليــــة الآداب – قسم الصحـافة
المشرفة: الدكتورة سمر الشنار
جامعة النجاح الوطنيــة
فلســطين
المقدمة المنهجية
أولا: الموضوع وأهميته:
أثبتت الأحداث التاريخية الأثر المهم للإعلام
بمختلف أشكاله، وبفضل التكنولوجيا استطاعت وسائل الإعلام أن تحتل مكانتها في
التاثير وإعادة القولبة للمفاهيم، فبات الإعلام يصيغ ويشكل الحدث أكثر من مجرد
نقله، توجب على الباحث قراءة الخبر دون عزله عن سياق الحدث، والأسباب الخفية له،
والنتائج المترتبة عليه.
وأضحى الإعلام لاعبا في الهزات والتقلبات التي
تحدث في العالم، وفي غرس ثقافة الجمهور وهويته، وقياسا على هذا فقد أسهم الإعلام
في تحديد أراء الجمهور، ومواقفه تجاه قضية ما يسلط الضوء عليها، وبذلك تظهر مخاطر
الإعلام وفوائده، فإما أن يبني، أو يهدم، وإما أن يقدم الحقيقة أو يصيغ قوالبه على
نموذج شبه الحقيقة.
ونظرا لأهمية سورية من حيث الموقع الحدودي كونها
احدى "دول الطوق"،[1]
وخصوصية موقفها تجاه السلطة الفلسطينية، اضافة إلى امتداد الثورة السورية لأكثر من
عام، ارتأى فريق البحث دراسة مدى التأثير الإعلامي في مقالات الصحافة العبرية،
والفلسطينية في تشكيل الرأي العام لدى الجمهور الفلسطيني و"الإسرائيلي"
في الصحف الخاضعة للبحث، ومدى تأثير الثورة السورية في الشارعين، والمخاوف
المترتبة عليها.
*الجهة
المتوقع أن تستفيد من هذا البحث:
هذا البحث موجه لللباحثين والمهتمين وللمحللين السياسيين.
مشكلة البحث
تكمن مشكلة الدراسة في رغبتنا بمعرفة توجه
الكتاب الإسرائيليين، والفلسطينيين من خلال مقالاتهم في كل من صحيفتي" يديعوت
احرنوت" و" هآرتس" الإسرائيليتين وصحيفتي" القدس"
و" الأيام" الفلسطينيتين في تغطية الأحداث السورية .
فرضيات البحث:
1- الكتاب
"الإسرائيليون" أكثر اهتماما بالثورة السورية من الكتاب الفلسطينيين.
تساؤلات الدراسة:
1- ما أثر الثورة السورية
على الدولة العبرية من خلال مقالات الكتاب في الصحف "الإسرائيلية"؟.
2- ما مدى اهتمام الكتاب
الفلسطينيين بالثورة السورية؟.
أهداف الدراسة:
هدفت إلى معرفة أثر الثورة السورية على دولة
"إسرائيل"، تبعا لمواقف كتابها من خلال مقالاتهم العبرية، و على مدى
اهتمام الكتاب الفلسطينيين بالثورة، واتجاهاتهم نحوها، حيث تمحورت هذه الدراسة على
التعرف الآتي:
1- معرفة توجه الكتاب"
الإسرائيليين" والفلسطينيين من خلال مقالاتهم في صحيفتي" يديعوت
احرنوت" " وهآرتس" العبريتين و" القدس" و"
الأيام" الفلسطينيتين حول ثورة سورية.
2- معرفة أثر المقالات
العبرية، والفلسطينية المختصة في الثورة السورية على الشارعين والحكومتين "الإسرائيلية" والفلسطينية.
حدود الدراسة
إ إطار الدراسة: المقالات
الإسرائيلية والفلسطينية في الصحافة الإلكترونية.
ا الإطار المكاني: الصحافة
الالكترونية.
ا الإطار الزمني: تتناول الدراسة تحليل المقالات المنشورة خلال الأشهر الآتية: منتصف أشهر آذار، نيسان، أيار، آب وأيلول من عام 2011، وشهر كانون الثاني وشباط من عام2012
.
نوع البحث ومنهجه: وقد وقع اختيار فريق البحث على منهج تحليل
المضمون، والعينة المقصودة، لارتباطه بأحد الأهداف العامة للدراسة، ومساهمته في
اختبار فرضية البحث.
أداة الدراسة:
استخدم فريق البحث الطريقة الكيفية التحليلية أداة
لمعرفة تأثير ثورة سوريا في مقالات الكتاب الفلسطينيين و"الإسرائيليين"
وأثرها على الشارعين الاسرائيلي، والفلسطيني، علما أنه لا يوجد دراسات سابقة لهذا
البحث لحداثة الثورة.
إجراءات الدراسة
اتبع فريق البحث بالإجراءات البحثية الآتية:
-جمع المقالات وتحليلها كميا وكيفيا
-ربط التحليل الكمي، والكيفي ببعضهما البعض للوصول للنتائج.
*
تنويه: كان يفضل إجراء مقابة مع خبير حينذاك لإثراء البحث.
مصطلحات الدراسة:
* صحيفة
يديعوت أحرنوت: جريدة عبرية يومية، تأسست العام 1939، وامتلكها يهودا موزس. كانت
للجريدة ميول نحو حزب (مباي) في فترة ما، إلا أن أصحاب الجريدة اهتموا بتوجيهها
إلى الجمهور العام حتى أصبحت أكبر جريدة والأكثر انتشارا في اسرائيل. امتلكت داراً
للنشر وحصلت على مشاركة في القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي. وللجريدة موقع
على الانترنت بلغات ثلاث : عبرية وعربية وانكليزية.[3]
* صحيفة
هآرتس: تعتبر "لسان حال" اليسار الإسرائيلي، وتعد صحيفة عالية الجودة،
وتعد صحيفة انتقادية بشكل كبير، وتهاجم في أحيان كثيرة عبر مقالات الرأي حركة
الاستيطان الإسرائيلي خارج حدود 1967، إضافة للعناصر اليمينية في المجتمع
الإسرائيلي.[4]
*صحيفة
القدس: تأسست عام 1951م، وهي صحيفة سياسية يومية، وكانت أول صحيفة فلسطينية تعاود
الصدور بعد هزيمة 1967م.صاحب امتياز الصحيفة محمد أبو الزلف.[5]
* صحيفة
الأيام: وهي صحيفة يومية سياسية مستقلة تصدر عن "مؤسسة الأيام للصحافة
والطباعة والنشر والتوزيع" في رام الله، والمؤسسة عبارة عن شركة مساهمة
محدودة، تاسست عام 1995، يرأس تحرير صحيفة الأيام الكاتب أكرم هنية.[6]
* الصحافة الإلكترونية: أي
وسيلة من وسائل متعددة الوسائط تنشر فيها الأخبار والمقالات وكافة الفنون الصحفية
عبر شبكة المعلومات الدولية الانترنت بشكل دوري وبرقم متسلسل باستخدام تقنيات عرض
النصوص والرسوم والصور المتحركة وبعض الميزات التفاعلية وتصل إلى القارئ من خلال
شاشة الحاسب الآلي سواء كان لها أصل مطبوع أم كانت صحيفة الكترونية خالصة.[7]
* العصيان المدني: تعمُّد
مخالفة قوانين وطلبات وأوامر محددة لحكومة أو قوة احتلال دون اللجوء للعنف. وهو من
الأساليب المركزية للمقاومة السلمية، وأحد الطرق التي ثار بها الناس على القوانين
الجائرة. واستخدِم العصيان في حركات مقاومة سلمية للاحتلال، وحملات شعبية من أجل
تحقيق العدالة الاجتماعية ونيل الحقوق المدنية.[8]
*مظاهرة:
من أشكال المقاومة السلمية والتي أخذت عدة أشكال منها السياسية والاقتصادية
والاجتماعية وغيرها ، وقد تميزت باجتماع عدد ضخم وهائل من الأفراد على مطلب موحد
يستمرون في الصمود عليه لحين تحقيق مطالبهم.[9]
* انتفاضة: ثورة شعب مدني
أعزل يواجه بأساليب مقاومة بسيطة قوة احتلال ذات جيش نظامي، مجهز بأحدث التقنيات
العسكرية في العالم.[10]
*شبيحة:
مدنيون يشكلون ما يشبه القوة العسكرية الرديفة الخارجة عن أي إطار
نظامي، وتوكل إليهم "المهام الأكثر وحشية" ضد المدنيين. وتعود تسمية "الشبيحة" إلى كلمة "شبح"، وقد
برزت قبل عقود في مدينة اللاذقية السورية للدلالة على عصابات المهربين الذين كانوا
ينشطون في المدينة الساحلية.[11]
*ميليشيا:
جَمَاعَةٌ مُكَوَّنَةٌ مِنْ مُوَاطِنِينَ مُسَلَّحِينَ تَقُومُ بِتَدَارِيبَ
عَسْكَرِيَّةٍ لِمُوَاجَهَةِ حَالاَتِ الطَّوَارِئِ، وَهِيَ غَالِباً مَّا تَكُونُ
فِي البُلْدَانِ الَّتِي لاَ تَمْلِكُ جَيْشاً نِظَامِيّاً، وَتَنْتَمِي إِلَى
طَائِفَةٍ مِنَ الطَّوَائِفِ.[12]
*تمرد:
تمرَّد الشَّخصُ على القوم رفض طاعتَهم ولم يقبل نصيحتَهم[13]
*ثورة:
تغيير أساسي في الأوضاع السياسية والاجتماعية يقوم به الشعب في دولةٍ مَّا.[14]
*الطائفة
العلوية:
باعتبارها فرقة، فتقوم على الاعتقاد بأن الخلافة يجب أن تنحصر في علي رضي الله عنه
وذريته. والعلويون في سوريا
يتواجدون في الجبال الساحلية السوريا.[15]
خلفية الأحداث
سوريا
سورية دولة عربية تقع في غرب آسيا، على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، نظام الحكم في سوريا جمهوري رئاسي ينتخب فيه رئيس الجمهورية بإقتراع من مجلس الشعب لمدة سبعة أعوام، أما مجلس الشعب فينتخب لمدة أربعة أعوام بالتصويت المباشر وهو مصدر السلطة التشريعية ولرئيس الجمهورية رئاسة الدولة والحكومة في آن واحد.
ويهيمن حزب
البعث السوري على السلطة منذ عام 1963 ورئيس الدولة هو بشار الأسد الذي خلف والده
في 17 يوليو/تموز 2000 وهو أيضا الأمين العام للحزب الحاكم.[16]
انطلقت الاحتجاجات في سوريا يوم 15 مارس/آذار 2011
بمظاهرات صغيرة في دمشق سرعان ما امتدت إلى درعا جنوبي البلاد شهدت قيام أمن
النظام بقيادة عاطف نجيب ابن خالة بشار الأسد باعتقال خمسة عشر طفلاً، وتعذيبهم
بطريقة وحشية، بسبب كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدار
مدرستهم بتاريخ 26 فبراير/شباط 2011. ، ما أدى إلى حملة اعتقالات
عارمة في المُحافظة، رافقها تعذيب للمعتقلين. [17]
وامتدت الاحتجاجات إلى مدن وبلدات أخرى كثيرة. وقد
تمت الدعوة إلى هذه الاحتجاجات على موقع فيس بوك ومواقع أخرى للتواصل الاجتماعي
بعنوان "الثورة السورية ضد بشار الأسد".[18]
استمرت
الثورية السورية في نهجها السلمي الجماهيري ما يقارب العام، إلى حين قيام النظام
بدفعها للعسكرة، وجرها نحو العنف، من خلال إنزاله الجيش لمكافحة التظاهرات وحصار
المدن، حيث رفض عدد كبير من ضباط الجيش وجنوده تصويب أسلحتهم على أهلهم وشعبهم،
فبدأت الانشقاقات التي قادت إلى تأسيس الجيش الحر، وإطلاقه سراح أعضاء الحركة
السلفية المعتقلين في سجن صيدنايا، ليقوم هؤلاء بتأسيس حركة مقاومة اتخذت طابعا
أيدلوجيا دينيا، رفعت شعارات تراثية إسلامية، معلنين رفضهم للديمقراطية والدولة
المدنية.[ 19]
مناقشة النتائج وتحليلها:
اعتمد فريق البحث على التحليلين الكمي، والكيفي في البحث، ففي الكمي كانت النسب المؤوية للتحليل على النحو الآتي:
نتائج جمع المصطلحات التي تتعلق بالثورة السورية ما يلي:
*نسبة المصطلحات في جريدة "القدس" "والأيام"= 31.5%.
أما "يديعوت احرنوت" "وهآرتس"= 68.4%.
*نسبة المصطلحات المشتركة ما بين "يديعوت"
"وهآرتس"= 21.1%
*نسبة المصطلحات في "يديعوت"= 39.8%، وفي
"هآرتس"= 43.1%
*أما في "القدس"= 77.6%، وب" الأيام"= 22.3%
لاحظ فريق البحث أن أحداث الثورة السورية حققت آثارها على الشارع "الإسرائيلي"، حيث الترقب والخوف من المستقبل الذي سيؤول له الوضع في الشرق الأوسط، وانعكاسه على "دولة إسرائيل".
*بينما عكست الصحافة الفلسطينية بمقالاتها موقف القيادة المحايد.
*وأظهر الكتاب الإسرائيليون في مقالاتهم أن الثورة السورية في المقام الأول
حرب طائفية بين السنة والشيعة، لا ثورة شعبية ضد الظلم، إذ أن نسبة التكرار الكمي
لمصطلح العلوية في المقالات العبرية (16) مره أي ما نسبته1.1% أما سنة فكانت (12)
أي ما نسبته0.8.
*حاول الكتاب الإسرائيليون أن يؤكدوا أن نزعات العنف، متأصلة بالعرب،
بالتالي هي معدية لبشار ووالده من قبل.
وصرحوا الكتاب أن من مصلحة" إسرائيل" إسقاط نظام الأسد لتفقد إيران، وحزب
الله حليفا لها في موقع استراتيجي، وحساس "لإسرائيل".
* "إسرائيل" تغير سياستها وفقا لمصالحها، هذا ما لاحظه الفريق البحثي من خلال
عدم مطالبتها بإسقاط النظام بالأشهر الاولى، معارضين لبقائه في الأشهر الأخيرة (التي تم فيها دراسة عينات البحث)، ويؤيدون نحو ضرورة التحالف مع تركيا ضد نظام الأسد.
*الكتاب الإسرائيليون رجحوا أن الثورة في سوريا عبارة عن حرب أهلية في سورية، بالرغم أن الطائفة السنية تشكل من التركيب السكاني للشعب السوري ما نسبته 80%، حيث تم تكرار
حرب أهلية (10) مرات.
نتائج تحليل مقالات صحيفة القدس عن الثورة السورية
صحيفة" القدس"
والتي بدت أكثر اهتماما في أحداث الثورة السورية من صحيفة" الأيام"
فمثلت ما نسبته 77.6% من مجموع المادة المحللة كميا في الصحف الفلسطينية، رأى
كتابها: أن الثورة هي ثورة حق من خلال استخدام مصطلحات مثل الحرية، وسفك الدماء،
والنظام الدكتاتوري، والقمع.
وأطلق مصطلح الثوار في جريدة" القدس" ل 15 مرة، مؤكدين: عدم تفهم النظام لمطالب الثوار في إحقاق الحرية والديمقراطية، إضافة لقمع المتظاهرين، هو من أشعل الثورة السورية على حد تعبيرهم، فيما رأى الكتاب الفلسطينيون أيضا:"إن سياسة الأسد الإبن هي تكريس لسياسة والده الأسد الأب"، وذلك من خلال استخدام الكتاب لمصطلح" الأسد الشاب والأسد الأب"، مضيفين:
"أن الأسد لم يتعلم من سقوط الحكام الآخرين، ووعوده كانت
مجرد أكاذيب".
وتخوف الكتاب الفلسطينيون من إمكانية حدوث حرب
أهلية، وانتقد بعضهم دور المراقبين في سورية، واتهموهم بالتواطؤ مع النظام، من
خلال إعطاء النظام فرصة تمديد أعمال المراقبة، متنبئين بتغيرات جذرية، قد تؤدي إلى
تغير كبير في المنطقة بأكملها.
فيما سطر الكتاب الفلسطينيون في صحيفة"
القدس" انتقاداتهم لروسيا، وموقفها في تأييد النظام، والدفاع عنه لتحقيق
مصالحها، وإيران التي تلعب على أكثر من حبل، وحزب الله.
أما فيما يتعلق بأثر الثورة على الشارع الفلسطيني، تعرض الكتاب لجانب آخر، وهو جانب القصور في الاهتمام بالأحداث السورية منتقدين الحياد الفلسطيني تجاه أحداث سورية، مشيرين إلى أن الشعب الفلسطيني خلط بين المقاومة والممانعة (التوجه العدائي للنظام تجاه إسرائيل).
وكأن الفلسطينيين لم يفهموا معنى تحرر الشعوب، مع أنهم هم أكثر الشعوب علما بمعاني الظلم، والاستبداد، إلا أن الصمت هو المسيطر على الساحة الفلسطينية. كما ويبررون أفعال النظام بالرغم من علمهم الحقيقي بحقيقته، وأعماله، مشيرين الكتاب إلى ما عاناه الفلسطينيون في سورية من قتل واعتقال على يد النظام.
كما عبر الكاتب يونس العموري:" لأول مرة صرنا نراقب المشهد وكأننا نعيش بغير
كينونتنا الفلسطينية الثائرة المناضلة المنحازة للشعوب، هو الصمت من جديد يغزونا،
وكأن عدواه قد أصابتنا بمقتل، وأصبحنا نلوذ بالفرار حتى من أنفسنا".
وأرجع فريق البحث من خلال قراءاته:" إن القصور الواضح في التغطية الفلسطينية للأحداث السورية، يعود لانشغال الصف في الأحداث الداخلية من المصالحة واستحقاق أيلول، ومن خوفهم من عودة لعنة الكويت على الشارع الفلسطيني، إضافة إلى تبني القيادة الفلسطينية موقف الحياد وعدم تدخلها في شؤون الدول المجاورة ما انعكس أثره على المؤسسات الإعلامية ومراسليها، إضافة إلى ضعف اكتراث الشارع الفلسطيني، وعدم فهمه لمجريات الأحداث السورية نظرا لأجندة وسائل الإعلام العربية المضلله في بعض الأحيان في تغطيتها.
نتائج تحليل مقالات صحيفة" الأيام" عن
ثورة سوريا
في صحيفة الأيام والتي مثلت ما نسبته 22.3% رأى
الكتاب الفلسطينيون:" بأن الثورة جاءت نتيجة للنظام الاستبدادي والظلم، إضافة
إلى نجاح الثورات في كل من تونس ومصر، كان له الأثر الأكبر في تحريك الشعب السوري
للنهوض ضد الظلم، والتعسف.
وانقسم الكتاب الفلسطينيون بين مؤيد للثورة وبين
من هم مترقب لنتائج الأحداث، مكتفين بطرح مجموعة من الأسئلة والمخاوف حول نجاح
الثورة، وإخفاقها، وفيما إذا ما سقط الأسد، فهل ستبقى سوريا قائمة على الخريطة العالمية
أم ستزول؟.
بينما تساءل البعض الآخر، ومنهم الكاتب خيري منصور
فيما إذا الثورة السورية خلاقه أم مدمرة، قائلا:" الثورة وعي شعبي أصيل
وعميق، وأن ما أنجزته الدول ومن كدحوا من شعوبها لهذا الانجاز ليس ملكا لأحد
بعينه، بخلاف الفوضى التي سرعان ما تحول الدولة كلها إلى مشاع، وكل مؤسساتها
لغنائم، وأن الثورات الناضجة وذات الرؤى لا تمكث طويلا حتى تبرأ من هذه الشوائب،
ولا تتيح للفوضى أن تزحف إليها".
فيما قدم الكتاب في صحيفة" الأيام" أيضا
انتقادهم لواقع التعتيم الإعلامي، فهناك من وصفه بميلشيا الإعلام لمنع حق السوريين
في المعرفة، فيما رأى كتاب آخرون بأن الشعب السوري أبدع في اختراع وسائله
الإعلامية لإيصال الحقائق للعالم أجمع، من خلال صفحاته الالكترونية، ومثال عليها
شبكة شام التي تتابع الأحداث بأدق تفاصيلها.
وتبعا لما طرحناه من تساؤل حول أثر أحداث الثورة السورية على الشارع الفلسطيني، لم يتعرض الكتاب الفلسطينيون لهذا
الجانب بل اكتفوا بالصمت، والمشاهدة عن بعد، دون أي إدلاء برأيهم، أو تقديم أي
مخاوف قد تؤثر فيها الثورة السورية على الواقع الفلسطيني، وتبعا لقراءات فريق
البحث وجدنا أن المقالات الفلسطينية لجريدة الأيام أخذ فيها موضوع المصالحة،
واستحقاق أيلول، والأحداث الداخلية الاهتمام الأكبر، إضافة إلى أن معظم الكتاب
بجريدة الأيام الذين تحدثوا عن الثورة السورية كانوا من غير الفلسطينيين.
نتائج تحليل المقالات صحيفة" يديعوت احرنوت" عن ثورة سورية
" يديعوت أحرنوت" الصحيفة الأكثر تشددا وتطرفا في عدائها للعرب، والمرتبطة بشكل أو بآخر بأجهزة الأمن الإسرائيلية، كانت سياستها واضحة في مقالات كتابها، فظهرت الكثير من مصطلحات التخوف ما سيؤول له مستقبل الشرق الأوسط في ظل وصول الأحزاب الإسلامية للحكم، واصفة هذه الأحزاب ب" استبداد الربيع الإسلامي، نهاية النصارى، والتطهير العرقي" والكثير من التعبيرات الضمنية.
فعلى حد رأيهم:"إن ما يحدث أيضا هو نتيجة فعلية لمجتمعات بحد
ذاتها مستبدة، ومعتادة على العنف"، ففي مقال للكاتب غي بخور قال فيه:"الأنظمة الماضية والأسد منح النصارى فرصة الحماية، والعيش، والإسلاميين سيبيدون
النصارى، والغرب المنافق لن يفعل شيء" فيما حاول الكتاب العبريون في"
يديعوت" إخراج "إسرائيل" من حقيقتها الإجرامية إلى وصفها بالضحية.
فورد على لسان الكاتب الياكيم هعتسني:" أما عندنا؟ هنا الرغبة للفلسطينيين في رام الله مثلما في غزة هي تصفية دولة اليهود".
ملقيا بذلك بروح الاضطهاد والعنف والجريمة على العالم العربي المستبد على حد تعبير
الكتاب، كما ارجع الكتاب أسباب الثورة لصعوبة لقمة العيش، ومرارتها ما دفع الشعب
للثورة على الاستبداد والجوع.
وقد اختلف الكتاب الإسرائيليون في تناول مسميات
الأحداث السورية نفسها، فهناك من عبر عنها بالتأكيد على أنها: ثورة وهي التصريح
الأكثر تعبيرا فيما سماها آخرون" بالحرب"، نزولا بشدة المصطلحات إلى
مظاهرات، ومشاكل، واضطرابات، ومعارضة التي توحي بالوضع الطبيعي، الذي يجب أن يتواجد
بكل مكان، إذ أن الكتاب الذين استخدموا مصطلح المعارضة تبنوا أحقية الأعمال التي
يقوم بها الشعب تحت عنوان المعارضة، وهي الأمر الطبيعي في البلاد فيجب احترامه،
كما أن هذا المصطلح يعطي أيضا إشارة إلى الأقلية.
وقد غلب على الكتاب الإسرائيليين دعمهم للشعب، وشجبهم لحالات القتل، والعنف، وما يقوم به بشار ونظامه العسكري من خلال استخدامهم العديد من المصطلحات منها:(الحاكم الطاغي، والفاسد، والسلطة الدموية، ونظام الرعب، والقاتل ) وعلى الجانب الآخر أطلق على الشعب مسميات، وألقاب منها: (ضحايا، وحقوقهم، وحرية، ديمقراطية) هذه المصطلحات التي تؤكد حقوق الشعب، وحرياته التي يجب أن تكفل له.
بينما
ظهر بعض الكتاب المؤيدين للأسد والداعمين له، إذ وصفوه بالشخص الذي اعتادت إسرائيل
عليه، وليس لهم مشكله مع وجوده فقال الكاتب اليكس فيشمان بمقاله (متلازمة
مبارك): "إسرائيل تتعاطف مع عائلة الأسد، فقد أوفت بكل استلزاماتها، ومن
الصعب التخلي عن حذاء منزلي قديم" وقال الكاتب امنون شموش:"أن الأسد
ليس هو الدكتاتور، ولا المجرم، العائلة والقادة العلويين، الذين حوله سيئو السمعة
هم من دفعوه لذلك، ولن يسمحوا له بالاستسلام الآن".
محاولين
أيضا تقديم بعض النصائح والإرشادات لبشار الأسد، ليحافظ على منصبه، إذ طالبوه بالنزول
للشارع، والبدء بإجراء الإصلاحات، والإيفاء بالوعود، التي قدمها للشعب، كما وحذروه
من إيران قائلين:" بأنه أوجد له وريثا في سوريا كما أن أمريكا حقدت بعد أن بعثت إيران بعض الجنود للعراق"، واستخدم الكتاب بعض المصطلحات المؤيدة للأسد
منها (الأسد ليس دكتاتورا، وميليشيا المعارضة، والزعران، والمتمردين).
وانتقد معظم الكتاب الإسرائيليين، المراقبين العرب في
سورية وعلى وجه الخصوص الأمين العام للجامعة العربية والمسئول
عن الوفد المراقب، فأطلق الكاتب العبري ليري وبسكت عليه: الثعلب الماكر الملطختان يداه بالدماء يقوم في المراقبة بسورية، حيث ورد الكثير من النصوص
التي تؤكد فشل، وتبعية المراقبين لنظام الأسد، إذ أنهم يخفون الحقائق، وجرائم
النظام.
ورأى الكتاب الإسرائيليون ثلاث سيناريوهات لنتائج الأحداث السورية، ونظام بشار الأسد، فإما أن تغير القيادة العلوية بشار،
وتكون مرحلة انتقالية ويكون هناك حكم انتقالي ضعيف، كما هو في مصر يحاول إرضاء
الجماهير، أو إقامة نظام طوارئ عسكري دون الأسد يمسك بسوريا بقبضة حديدية، وثالثا
انهيار تام لنظام الأسد، وتدخل سورية في حينها في فوضى لن تشفى منها.
أما بالنسبة للتساؤل الذي طرحه فريق العمل حول أثر الثورة على "إسرائيل"، فأبدى الكتاب الإسرائيليون تخوفهم من انتقال الثورة إليهم من خلال استخدامهم لمصطلح "العدوى"، وتمثلت تخوفاتهم في تحول دول الطوق بشكل عام إلى دول محاربة لإسرائيل، وقد تنهار مصر ويكون بذلك الأثر الأكبر في إمكانية حدوث عمليات تفجيرية كثيرة.
كما أن الوضع في سورية أشد خطورة منه في مصر، حيث ضعف النظام سيؤدي إلى عدم وجود سيطرة على الحدود على إسرائيل، كما طالب الكتاب الاسرائيليون مضاعفة الجيش، ولتحمي نفسها ويجب أن تحاول التقرب من تركيا، وإن كانت المسألة مسألة كرامة فكما عبر الكاتب اسحق بن يسرائيل في مقاله (بعد أن يسقط الأسد) قائلا:" وعلينا أن نبحث عن حلفاء آخرين وأن نحاول الاقتراب قدر المستطاع من تركيا، صحيح توجد هنا مسألة كرامة وطنية، والاعتذار صعب دائما، لكن البديل عنه أصعب."
فالموقف الإسرائيلي كان متخبطا خائفا من مصيره في حال سقطت الأنظمة الملتزمة باتفاقياتها الأمنية معهم، وأفصح الكتاب عن تخوفهم أيضا من أن تمهد الثورات العربية لنشوب حرب إسرائيلية إيرانية.
ولاحظ فريق البحث أثناء قراءاته في بعض المقالات الإسرائيلية استخدام فن الحديث المبطن، وغير المباشر، فكثيرا ما اعتمد الكتاب على جلب قصص، وأحداث من أشخاص عاشوا المعاناة، ليقتبسوا ما حدث معهم، دون أن يعبروا عن رأيهم بشكل واضح وصريح، محاولين بذلك الاكتفاء بالصمت والتوجيه غير المباشر للرأي العام.
وحتى لا تقحم "إسرائيل" نفسها بوسط مرتبك، خوفا من أن ما
يحدث" لا يكون ربيعا بل وهم تعيشه الشعوب العربية" على حد تعبيرهم إلا
أن القسم الآخر من الكتاب قالوا:" بالرغم من أن الأسد عدونا لا يجب أن لا
نفرح كما علينا أن لا نتجاهل".
وقد تباين اهتمام الصحف الإسرائيلية طوال الفترة الخاضعة للبحث، والتحليل، فكانت نسبة الاهتمام الكبرى في شهر إبريل الذي شددت مقالات الكتاب فيه على:"أن إسرائيل تتخذ موقف الصمت، والانتظار والتجاهل"، فيما انخفض الاهتمام في شهر آذار. وظهرت فيه مصطلحات القمع، وأن الثورة سينتج عنها شلال دموي ظهر في شهر أيار، وآب، وأيلول، لتعود لأوجها في شهر يناير وفبراير من عام 2012، وقد ساهمت القبة الحديدية، واستحقاق أيلول، وحرب غزة في ترنح الاهتمام العبري بالأحداث السورية.
نتائج تحليل المقالات في صحيفة" هآرتس"
عن ثورة سورية
أما صحيفة" هآرتس" بناء على ما تم
قراءته في الصحيفة على مدى سبعة أشهر متواصلة، نجد أن صحيفة" هآرتس"
تولي اهتماما بالغا بثورة سوريا وتطوراتها وانعكاساتها على" إسرائيل"،
وانعكس هذا على مواقف ووجهات نظر كتابها، ففي بداية ثورة سورية في تقرير (الأسد ملك إسرائيل) صرح كتابها:" أن
مصلحة إسرائيل تكمن في بقاء النظام الحاكم في سورية، وأن تحول أي دولة عربية من
بينها سورية إلى دولة ديمقراطية يضر بمصالح" إسرائيل"، فهي تفضل الدول
المتخلفة الديكتاتورية التي تمارس القمع لشعبها.
في الوقت ذاته كان شعور الخوف، والقلق لدى الكتاب الإسرائيليين أن
تصبح سوريا قاعدة للإرهاب، وانتقال الحكومة إلى أيد غير مسئوله، أو أن يستلم الحكم
الإخوان المسلمون والمتطرفون، وذلك حسب قولهم:" الشيطان الذي تعرفه، خير من
الذي لا تعرفه" وان الإسرائيليين يلقبون الأسد بملك إسرائيل في تقرير بصحيفة هآرتس بعنوان (الأسد ملك إسرائيل) لحفاظه على الحدود الشمالية لإسرائيل مستقرة منذ أربعين عاما هو ووالده.
وفي السياق نفسه يتحسرون على تفويت فرصة السلام مع سوريا في مقالة )الوداع للسلام) بقلم الكاتب آري شبيط،
لأن عدم وجود سلام يعني وجود حرب، ففي حال تصاعد الأزمة في سورية، وإسقاط النظام
لن تستطيع إسرائيل إجبار سورية على الالتزام بالمعاهدات التي بينهم، ويشار إلى أن
الكتاب الإسرائيليين في الشهر الأول لثورة سورية ركزوا حول طبيعة العلاقات بين
سورية، وباقي الدول مثل مصر، والسعودية، وقطر، وإيران، وروسيا، وعلى الأسباب
الرئيسة التي تدفع الشعب السوري للعصيان المدني، كالأسباب الاقتصادية، وأسلوب
القمع المتبع، وتركز الثروات في يد الأسرة الحاكمة، واكتفى الكتاب بطرح أسئلة حول
صواريخ (سكاد) التي يمتلكها نظام الأسد، وعن الحدود الشمالية لدولة إسرائيل،
وأراضي الجولان.
وعن خليفة الأسد، برز هذا في مقال (الانتفاضة السورية(مخاطر وفرص تغيير استراتيجي عميق بقلم ألوف بن.
عموما لم يذكر أرائهم بشكل صريح في هذا السياق، وكان هناك حيرة واضحة بين الكتاب بتأييد سقوط النظام أو بقائه، ومن جهة أخرى ذكر كاتب أن إسرائيل تصلي من قلبها للحفاظ على نظام الأسد لكونه لم يحاربها طوال فترة حكمه.
وأسرة تحرير صحيفة" هآرتس" ذكرت أن على السوريين الاهتمام
بأنفسهم وأنهم قادرون على حل مشكلاتهم بأنفسهم، دون تدخل خارجي، وذلك في مقال (السوريون سيهتمون بأنفسهم) وذكر الكتاب أن إسرائيل قادرة على وقف ما يحدث من مجازر في سورية، وذلك من خلال
نشر قواتها على الحدود الشمالية، ما يضطر نظام الأسد إلى إرسال عدد من القوات إلى
الحدود الشمالية، ما يؤدي إلى إضعاف الجيش النظامي وتفرقته، ولكن إسرائيل لا تريد
فهي ستكتفي بترقب ما يحصل دون الإدلاء بتصريحات رسمية سواء بالتأييد أو بالمعارضة.
ويرى الكتاب: "إن أثر الثورة السورية على إسرائيل كان في انعدام الأمن في سورية، ويشار إلى أن شهري ابريل، ومايو، لم يتناول فيهما ثورة سوريا بشكل مكثف، وظهر هذا في مقال (سوريا تمس بقدرة الردع الإسرائيلية) بقلم رؤبين فدهتسور، وكانت تأمل بقاء النظام، وذلك من خلال المصطلحات التي تكررت عن خوف، وقلق "إسرائيل" وزعزعة الوضع وإصلاحات، وبرز تناقض الكتاب حول ثورة سوريا كونها بشرى خير لهم، أم خوف على أنفسهم بعد سقوط الأسد.
وقارنوا بين ثورة سورية، وثورة مصر، وأرجعوا سبب نجاح الثورة المصرية إلى وقوف الجيش بجانب المواطنين.
أما في الشهور الوسطى للثورة مثل شهر أغسطس،
وسبتمبر، فكان تركيز الكتاب على القتلى والفظائع ورصد أراء الشعب السوري من
خلال" الفيس بوك" والقنوات الإخبارية، والشبكات الإخبارية السورية.
وهذا يعكس مدى اهتمامهم المتزايد بالأحداث السورية، وكأنها شان من
الشؤون الداخلية لدولة "إسرائيل"، وانعكس ذلك في مقال )هل ينتحر الشعب السوري
ويلغي الثورة) ولكنهم استخدموا الاقتباس
في مقالاتهم كي يتهربون من الإدلاء بآرائهم بشكل صريح، من جهة أخرى حث الكتاب
الغرب والولايات المتحدة الأمريكية على التحرك ضد النظام السوري، ولكن إسرائيل
ستبقى على موقفها بعدم التحرك، أو إدلاء بتصريحات عن ثورة سورية.
وذكر ذلك بشكل خفي من خلال مقاله بأننتنياهو يعارض مبادرة ليبرمان التي تدعو إسرائيل إلى خلع الأسد علنا) بقلم: براك رابيد، وذلك من خلال عبارة:" إن ذهاب الأسد أفضل لكن لا يجب أن تقوم إسرائيل بذلك بحملة دعائية معلنة"، ويستدل على هذه العبارة:" أن إسرائيل قد تقوم بأدوار تؤثر على الأوضاع في سورية ولكن دون نية صريحة، وعمل مكشوف للجميع"، ويعتبر الكتاب أن "الربيع العربي"، والثورة السورية أجبرا الحكومة الإسرائيلية على تغيير سلم أولوياتها، والاهتمام بالشؤون الاقتصادية للدولة؛ لتهدئة الغضب الجماهيري في إسرائيل، وذلك في مقالة ( بين المضيقين) بقلم: قاموس هرئيل.
وبرز بشهر أغسطس بأنه لم يعد هناك احتمال لإقامة مفاوضات، ووعود سلام مع النظام، كما كانت تخطط، وذلك وفقا لتكرار مصطلح "سقوط النظام ومذبحة، وقمع"، وذكر الكتاب أن سبب تحفظ تركيا في البداية عن التدخل بالشؤون السورية؛ لأن حجم الاستثمار التركي مع سوريا يقدر ب 2.5 مليار، وتحدثوا عن دور روسيا في سفك دماء الشعب السوري وذلك لحماية مصالحها في ميناء طرابلس، ولتعيد قوتها كالسابق وتكون ندا لأمريكا. في مقال(الدب الروسي خائف) بقلم: أدار بريمور.
أما شهر سبتمبر ولم يحظ بالكثير من المقالات قياسا بغيره، وذلك لاهتمامهم الشديد باستحقاق أيلول، ولكنها لم تعد تجد في الأسد حليفا يضمن هدوء حدود إسرائيل واستقرارها، وذلك من خلال تكرار مصطلح "الشر يأتي من الشمال" لأكثر من ست مرات.
وذلك في مقال( جراء صمتنا.. مظاهرات ومجازر) ومن الملاحظ إن شهر يناير اختلفت فيه سياسة الكتاب الإسرائيليين عن شهر آذار فتكررت المصطلحات بإسقاط نظام بشار، ولم تعد تلقبه كما في شهر آذار بطبيب العيون، أو الأسد الشاب، بل بالقاتل، والمستبد، والديكتاتور، وغيرها من المصطلحات التي تدل على العداء له، وتكرر مصطلح الإخوان المسلمون مرات عدة، وهذا يدل على خوفهم من تنامي سيطرة الإخوان على الحكم، ووصفت وعود بشار بأنها غير مجدية وإسرائيل لا تأخذها في عين الحسبان،.
وهناك احتمالية أن إسرائيل أصبحت تفكر في البديل القادم للأسد، وعن طبيعة سياسة البديل، وكيفية التعامل معه. وذلك في مقالة )قبل السقوط( بقلم: آفي يسسخروف وعاموس هرئيل.
وذكر كتاب هآرتس أكثر من مرة أن إسرائيل تود الوقوف ضد نظام الأسد، ولكنها تكتفي بالصمت خوفا من اتهامها بالمؤامرة، في مقال(يتآمرون على الشعب السوري) بقلم جدﻋﻮﻥ ﻟﻴﻔﻲ.
وتكرار مصطلحات الحرب الأهلية والسنة والشيعة، يعكس تحليل الكتاب الإسرائيليين للتطورات التي ستفرزها الثورة، وتحويل الحرب الشعبية ضد القمع واستبداد النظام إلى حرب أهلية طائفية.
أما في شهر فبراير فقد حاز على عدد كبير من المقالات وأصبح اهتمام الكتاب
بالمعارضة ومواقفها الداخلية والخارجية وما أثر قرارات المعارضة على إسرائيل وبات
سقوط النظام واضح بل وأصبحت تنادي به ومنها مقال (ﻟﻤﺎﺫﺍ ﻻ تساعد إسرائيل ﺍﻟﺸعب ﺍﻟﺴﻮﺭي) بقلم جدﻋﻮﻥ ﻟﻴﻔﻲ .
ومن الجدير بالذكر أن مصطلح مذبحة حماة عام 1982 التي قام بها حافظ الأسد وقتل على إثرها الآلاف الضحايا تكرر في أغلب المقالات على مدى الأشهر السبعة التي تناولناها في البحث، لتثبت أنه نظام قمعي وأن بشار الأسد متأصلة فيه نزعة العنف والقتل كأبيه.
فمن الكتاب من أطلق على الشعب السوري متظاهرون، أو ثوار، ضحايا، مدنيين، متمردين، دم صديقك، رجل في الشارع، منشقين، وتارة يسمون ما يقوم به الأسد ضد شعبه بنشاط عسكري أو بمذبحة وما يتخللها من قصف، قتل، قمع، وحشية، أو معركة، حرب، مسلخ، مجازر وجرائم.
وعبروا عما يحدث في سوريا بمصطلحات مختلفة مثل انتفاضة، ثورة، عصيان مدني، تمرد، إحتجاج، مظاهرة، زعزعة وضعضعة الوضع.
وعن القوات الموالية لنظام الأسد أطلقوا عليها مسميات "قوات الأمن، الجيش السوري النظامي، عصابة الأسد الإرهابية، بلطجية الأسد، شبيحة".
وتراوحت المصطلحات بين تنحي الأسد أو تغيير النظام أو إسقاطه، فتنحي الأسد لا يعني سقوط النظام من قبضة عائلة الأسد أو الطائفة العلوية، أما تغيير النظام فتدل على تغيير النظام بطريقة سلمية وبموافقة الأسد، أما سقوط النظام يدل على سقوط النظام بالقوة وذلك من خلال ثورة الشعب على النظام، وتكررت عبارة "الأسد لا يكترث" وتدل على صمود النظام ضاربا آراء الغرب والجامعة العربية بعرض الحائط، وذلك لقوة النظام المستمدة من تحالفها مع إيران وحزب الله وروسيا والصين لغاية الآن، ولم يتم ذكر شيء عن علامات على ضعف النظام، وقام كتاب هآرتس بتحليل الأوضاع التي تحدث في سوريا والتنويه إلى الأهداف الاقتصادية لكل من الدول المستفيدة في سوريا.
ربط النتائج بفرضية البحث
أصابت الفرضية التي وضعها فريق البحث بأن الصحف
الإسرائيلية "هآرتس، يديعوت احرنوت" أكثر اهتماما في أحداث الثورة
السورية منها في الصحف الفلسطينية" القدس" و" الأيام".
التوصيات
* على الكتاب الفلسطينيين الاهتمام بشكل أكبر في الأحداث الجارية في
الدول المجاورة؛ لأن فلسطين ليست بمعزل عن غيرها، وعليهم استشراف المستقبل.
* على الكتاب الفلسطينيين أن يتابعوا المقالات العبرية لقراءة مواقف
الشارع الإسرائيلي المنعكسة في مقالات مثقفيه.
* تستطيع الصحافة الفلسطينية أن تنظر بحياد للأحداث السورية ودون تصريح
من خلال استخدام الاقتباسات، والوصول للعمق السوري كما تفعل الصحف الإسرائيلية.
* تبين من نتائج الدراسة أن أحداث الثورة السورية حققت آثارها على
الشارع "الإسرائيلي"، حيث الترقب، والتخوف من المستقبل، الذي سيؤول له
الوضع في الشرق الأوسط، وانعكاسه على "دولة إسرائيل"، وذلك من خلال
المصطلحات التي رصدها فريق البحث، والتي بلغت 68.4% من نسبة المصطلحات في صحيفتي
"يديعوت احرنوت" "وهآرتس".
ولاحظ الفريق أن"الإسرائيليين" يغيرون سياساتهم وفق تطور
الأوضاع في سوريا، بينما الصحافة الفلسطينية كانت ضعيفة، وجاءت انعكاسا لموقف
القيادة المحايد، حيث بلغ عدد المصطلحات ذات الصلة ما نسبته 31.5%، ويعود
ذلك لاهتمام الكتاب الفلسطينيين بالأحداث الداخلية كالمصالحة، واستحقاق أيلول.
[1] تعريف و معنى دول الطوق في معجم المعاني الجامع، المعاني، https://bit.ly/3dkhtwW
[2] تحليل المضمون في قياس الرأى العام،ملتقى
الباحثين السياسيين العرب، 18-11-2019، https://bit.ly/3fMq5Oe
[3] يديعوت أحرنوت، مدار، https://bit.ly/3hORH7l
[4] احمد صقر، تعرف على خارطة الصحف
الإسرائيلية..ميول واتجاهات، 9-9-2017، https://bit.ly/2NjIaHo
[5] صحيفة
القدس، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية وفا، https://bit.ly/2NiWsYH
[6] صحيفة الأيام، وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية، وفا، مرجع سابق.
[7] الصحافة
الإلكترونية، الولاية، 29-1-2016، https://bit.ly/2YVu1We
[8] ماذا
يعني العصيان المدني، الجزيرة، 9-6-2019، https://bit.ly/37Q3SfE
[9] الفرق بين المظاهرة والتظاهرة، المرسال، 14-6-2019، https://bit.ly/31667tJ
[10] النظام
الانتفاضي: نظرة في الواقع العربي والإنساني، بشير ابو القرايا.
[11]الشبيحة
.. يد النظام السوري الباطشة، الجزيرة، 8-10-2011، https://bit.ly/2NoGE6L
[12] تعريف و معنى ميليشيا في معجم المعاني الجامع، المعاني، https://bit.ly/317pMcZ
[13] تعريف و معنى تمرد في معجم المعاني الجامع، المعاني، https://bit.ly/3duepy0
[14] تعريف و معنى ثورة في معجم المعاني
الجامع، المعاني، https://bit.ly/3dxfQMi
[15] الطائفة العلوية.. نشأتها وتاريخها وأصولها الفكرية، 10-20-2019، https://bit.ly/3hWIxWs
[16] سوريا.. حقائق وأرقام، الجزيرة،
24-3-2005، https://bit.ly/2NoHlNv
[17] ثورة سوريا في عامها التاسع..تحول
المشهد من الصراع في سورية إلى الصراع عليها (مقال تحليلي)، وكالة الأناضول،،16-3-2019، https://bit.ly/37UF2Lw
[18] تسلسل زمني لاحتجاجات سوريا،الجزيرة، 15-4-2011، https://bit.ly/2B76Ekx
[19] ثورة سوريا في عامها التاسع..تحول المشهد من الصراع في سورية إلى
الصراع عليها، وكالة الأناضول، مرجع سابق
تعليقات
إرسال تعليق