ظل أحلامك ولا ظل رجل زائف

بقلم : ديمة الحاج يوسف




يعتقد بأنه رجل لا مثيل له ولن يتكرر في قاموس النساء، يرى نفسه بلا عيوب، يتباهى حين تقول له والدته أن مائة فتاه ترتمي تحت رجليه تتمنى إلتفاته من عينيه، وما هي إلا أحلام لا أساس لها في الواقع.

هو ترتعد فرائصه حين يجد إمرأة واثقه بنفسها تعرف كيف تسير دون عكازة منه وتفكر دون كتيب إرشادي من حضرته، يريدها بلهاء تفغر فمها عند أول نقاش جاد، ويصبغ وجهها بالحماقة لترفع نظرها للسقف أو تخفضه لتحدق في هاتفها الجديد كي تتجنب الحوارات، وهو بذلك ينتشي بالسعادة لأن تلك البلهاء تشعره بأهميته وذكائه الخارق مقارنة بها.

ينتفض جسده الصغير، حين يراها تحدق في عينيه دون أن تحرك جفنها لثانية وتتحدث معه دون أن تختبئ في ثيابها كقطة صغيرة حديثة الولادة تحتمي بأمها.

لا يستطيع أن يخفي خوفه منها، حين تقول له أن كبريائها وحريتها لا سقف لهم ولا يقبلان التفاوض، يريدها قطة عمياء لا ترى العالم إلا من خلال عينيه ضيقتين الأفق يريها ما يريد ويخفي عنها ما تبقى، لإعتقاده بأنه يستطيع أن يربيها من جديد كما يريد بجهله وعنجهيته، ويحدث ذلك ويرتبط بالجاهلة الصغيرة وهو قضى نصف عمره بين دفات الكتب ولكنه لا يريد ند له أو شريك له.

بل يريدها خادمه نهارا وجارية ليلا ولكنه يخشى الاعتراف بذلك، فيتذرع  بأنه يريدها صغيره لكي تنجب أكثر عدد ممكن من "عزوته" وكأنها أداة للتفريخ لا أكثر،  ويفضلها بلهاء لكي لا تزعج رأسه "المليء بالأفكار" ولكي لا تجادله بكل امر ومرسوم يصدره "سيادته".

يرتدي جسده ثياب العصر الحديث، ويرتدي لعقله افكار بدائية ترضي غروره وجهله، أقول لكل فتاة ليست إعتياديه ولا تقليدية ولا تبحث عن "الستره" من خلال الزواج ولا تؤمن أن الإتكاء عليه بكل تشوهاته العقليه أفضل من الجدار، اقول لها اتكئي على ظل أحلامك هي أصلب جدار واسعي لها خير من ظله الذي يتبخر حينما يشاء.

أقول لكل فتاة لا تريد أن تتزوج بسرعة لكي تخرس الألسنه والنظرات أن هذا الشخص كغثاء السيل في الوطن العربي ولم ولن ينقرض، احذري منه كل الدلائل تشي به وتفضحه بسرعه لهذا إن مر امامك امشي بسرعة الريح واغلقي كافة الشبابيك والأبواب بإحكام ولا تختلسي النظر لكي يذهب لشاكلته ولشبيهته.

أنتي تستحقين شخص يشاركك ولا يأمرك، شخص يحبك ويقدرك ولا يغيرك، شخص يحترمك ويثق بك ولا يشكك بتصرفاتك ويتصرف كمحقق ورائك، أنتي تستحقين أفضل وأجمل من هؤلاء وستحصلين عليه فهنيئا لتعففك عن هؤلاء.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".