الحروب الإفتراضية بين فلسطين وإسرائيل لا تضع أوزارها
إعداد: ديمة الحاج يوسف
في عصر التكنولوجيا والإتصالات لم تعد الحروب تقتصر على الأرض، السماء، البحر،
لم تعد تكفي البوارج الحربية، الطائرات العسكرية، الصواريخ...وكل العدة والعتاد
الحربي منذ فجر التاريخ، فقد توسعت الحروب إلى العالم الإفتراضي وبات الطرفين فيها
يجهزون كل طاقاتهم العقلية، حتى يحشدوا ويحركوا مشاعر العالم نحوهم، لكسب التأييد
العالمي.
وشهدت الأحداث الأخيرة قبل العدوان على قطاع
غزة، جراء اختفاء المستوطنين الثلاث والعثور على جثثهم مقتولين، حملة إعتقالات
واسعة، هدم للبيوت، مداهمات، عربدة المستوطنين وحرق الشهيد الفتى محمد ابو خضير وهو
حيا، من شعفاط القدس، بالإضافة إلى العدوان الإسرائيلي على غزة من قصف واستشهاد
العشرات.
تبعا لذلك لم يكتفي "الإسرائيليون"
بجرائمهم، بل شملت المواجهة مواقع التواصل الإجتماعية وأبرزها
"الفيسبوك" و "تويتر".
وحذف موقع "فيس
بوك" صفحة "'شعب إسرائيل يطالب بالانتقام" التي حصدت نحو 35 ألف إعجاب ودعت الصفحة للانتقام للمستوطنين الثلاثة بعد العثور على جثثهم،
تضمنت الصفحة قبل حذفها العديد من الصور والتعليقات العنصرية من بينها على سبيل المثال
صورة تظهر فيها امرأتان تحملان لافتة مكتوب عليها "كراهية العرب ليست عنصرية بل
إحدى القيم".
ولأن الحروب الإلكترونية واسعه ومتعددة،
سوف أسلط الضوء على "تويتر" بين بقية مواقع التواصل.
تويتر والخليل
في حين أطلق نشطاء فلسطينيون في منتصف
شهر حزيران على وسائل التواصل الاجتماعي حملة إلكترونية لمتابعة الوضع في محافظة
الخليل جراء عملية اختطاف ومقتل ثلاثة مستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، تحت هاشتاج
"#الخليل_تقاوم".
وتضمن الملف "#الخليل_تقاوم" صور اخبارية
لانتهاكات جيش الاحتلال في محافظة الخليل، والمواجهات بين الجيش والفلسطينيين، التغني
بمدينة الخليل، بالإضافة إلى نكت لسخرية من جيش الإحتلال، ومن اللافت إستخدام شعار
يرمز إلى #ثلاثة_شلاليط (في إشارة إلى جندي الاحتلال جلعاد تشاليط.
بالإضافة لكون
هذه الشعارات تستوحي من بعضها البعض بالرغم من إختلاف أسباب تصميمها، وذلك مثل رفع
السبابه في بعض المظاهرات التي تطالب بالشريعه، أو علامة النصر، الأصابع الثلاثة،
أو الأربعه، جميعهم لغاية في نفوس شعوبهم.
و نتج عن الهاشتاج "الإسرائيلي" "أعيدوا لنا أولادنا" بالإنجليزية للمطالبة بإعادة
المستوطنين المفقودين، عبر "تويتر" و"فيس بوك" وغيرها من
مواقع التواصل الاجتماعي، مظاهرة ضخمة في تل أبيب شارك فيها عشرات الآلاف من
"الإسرائيليين" وعائلات المستوطنين الثلاثة.
ولطالما عشق المحتل تمثيل دور الضحية، ليكمل السيناريو بوضع صور على "تويتر" لحشد التعاطف
العالمي معهم بإعتبار المستوطنين الذين قتلوا مراهقين، وظهرت صور لأمريكيين يؤيدون
مساندتهم "للإسرائيليين" وذلك عبر توظيف حمل أحد المستوطنين الذين اختطفوا
وقتلوا، للجنسية الأمريكية.
ناهيك عن تزييف الصور مثلما
قام النشطاء "الإسرائيليون" بوضع صورة لزوجة رئيس امريكا ميشيل أوباما
وهي تحمل يافطة كتب عليها بالإنجليزي "أعيدوا إلينا أولادنا" ولكن في
الحقيقية تم تعديلها لأن الصورة الأصلية
مكتوب عليها "أعيدوا إلينا بناتنا".
وتم إطلاق هاشتاج "أعيدوا إلينا بناتنا" من اجل المطالبة بعودة الفتيات المختطفات
الى احضان عائلاتهن، في إشارة إلى أكثر من 200 فتاة إخطفتنهن عصابات ''بوكو حرام''
في نيجيريا منتصف ابريل الماضي.
إذن تأثر النشطاء "الإسرائيليون" بنشطاء أمريكا مستخدمين
الجملة ذاتها تقريبا مع إختلاف في الكلمة الأخيرة، في حين عكر صفوه
"الإسرائيليون" النشطاء الفلسطينيون، لكتابتهم عبارات مضادة ومناصرة للأسرى الفلسطينيين
في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وتحميل صور تبين إعتقال قوات الإحتلال للأطفال
الفلسطينيين، ومعاملتهم معاملة لا
إنسانية، مستخدمين عدة لغات العربية، الإنجليزية والعبرية.
حرب الهاشتاج
وبعد أن سيطر النشطاء الفلسطينيون على الهاشتاق
أطلق "الإسرائيليون" هاشتاقًا آخرًا باسم
."#LifeUnderTerror"
وبالرغم من طغيان النشطاء
"الإسرائيليون" لغاية الآن على هذا الهاشتاغ، إلا وأن النشطاء
الفلسطينيون والمتضامنون معنا لم يتركوا الإحتلال يرتع في تويتر. ويستخدم النشطاء
الفلسطينيون صور إخبارية، كاريكاتير، ومعلومات إحصائية ضد الإحتلال الإسرائيلي.
وأطلق النشطاء الفلسطينيون
هاشتاج #DontBurnOurBoys احتجاجا على مقتل وحرق المستوطنين الشهيد الفتى
محمد ابو خضير، وتم التفاعل مع قضية الشهيد باللغة الإنجليزية والعربية، وهناك هاشتاج
مشابه له بالعربي وهو #فتى_القدس.
ومن المثير للإهتمام تفاعل أعداد كبيرة من أنحاء العالم، مغردين بمئات التغريدات في
الدقيقة الواحدة من أجل غزة على هاشتاج واكثرهم
نشاطا هم
#gazaunderattack #PrayForGaza #PalestineUnderAttack
#GAZA #LifeUndewrTerror #GazaUnderFire #terroistisrael #FreePalestine #HumanityUnderAttack
وأطلقت قناة الجزيرة
الاخبارية هاشتاج ، هاشتاج تضامناً مع أهل غزة "# AJAGAZA" دعت من خلاله المشاهدين للتفاعل مع قضية
العدوان على غزة
تمت حرب الهاشتاج وذلك من خلال مخاطبة النشطاء الفلسطينيون
والمتضامنون مع فلسطين، العالم باللغة الإنجليزية، وذلك من خلال نشر صور إخبارية
وتعبيرية، كتابة اخبار معلومات.
أما الهاشتاج في اللغة العربية من أجل غزة،
أبرزهم هاشتاج #غزة_تحت_القصف و #غزة_حقها_تعيش #غزة_تقاوم و #هنا_غزة #غزة_فوق_القصف.
من اللافت تظاهر الآلاف حول العالم لنصرة
غزة، ولم تقتصر المظاهرات على الجالية الفلسطينية، العربية، المسلمة، بل هناك وجود
واضح للأجانب المتضامنين مع القضية الفلسطينية.
بالجهة الأخرى قام الإسرائيليون بتفعيل
هاشتاجات مثل #ציוץקודם ويقصد به أول تويت هذا الهاشتاج رقم 1 على إسرائيل يكتبون فيه عن ما يحدث، كأنهم ضحايا، ولكن النشطاء الفلسطينيون والمتضامنون عكروا صفوهم وذلك بغزو
الهاشتاج بنشر صور وتغريدات باللغتين العربية والإنجليزية لفضح ممارسات الاحتلال،
بالإضافة لعدة هاشتاجات أبرزهم #IsraelUnderFire #IsraelUnderAttacke .
وفضح الكوميدي الأميركي "جون ستيوارت"
الاحتلال الإسرائيلي وجيشها والاعلام الأميركي وغيره في تغطيته للحرب حيث استعرض عدّة تغطيات من مجموعة فضائيات أمريكية منها CNBC التي ساوت ما بين القوتين العسكريتين لجيش الاحتلال والمقاومة.
بحسب موقع مجد الأمني فقد أكد أن أجهزة
الاحتلال الإسرائيلي قامت بإنشاء غرفة عمليات من المتطوعين الإسرائيليون يجيدون اللغة
العربية والإنجليزية من أجل إدارة صفحات تروج بأنها تدعم قطاع غزة، ولكن محتواها كان
صارخاً في الكذب على المقاومة والتدليس عليها واتهام قياداتها وتخوينهم وبث الشائعات
وإحباط الروح المعنوية لدى المواطنين.
ختاما تحاول الحكومة الإسرائيلية إخفاء
تداعيات الهجمات الالكترونية على أمنها القومي والاجتماعي والتقليل من الإنجازات التي
يحققها نشطاء فلسطينيون ومتضامنون مع فلسطين، ولن يحسم الطرف الفلسطيني الحرب
الإلكترونية لصالحه، إلا مع مرور الوقت، الذي يرافقه الكثير من الجهد، القدرة على
الحشد والإقناع وتوظيف كافة الوسائل لدفاع عن القضية الفلسطينية ضد أكاذيب
الاحتلال.
تعليقات
إرسال تعليق