"البطل يحتاج إلى فريق والفريق يحتاج إلى بطل" العداء الرياضي ثائر شناعة يشكل مجموعة ركض في روابي
اعلام المجلس الأعلى للشباب والرياضة / ديمة ابوشملة
يقول سقراط "تكسب المعارك بالصبر" ويجسد العداء الرياضي ثائر شناعة توليفة الصبر والمثابرة في آن واحد، لنشر الطاقة الإيجابية عبر تعزيز ثقافة الركض محليا، وتطويع القوة الناعمة في تمثيل فلسطين في الماراثونات الدولية.
يقطن شناعة منذ أربع سنوات في مدينة روابي ويعتبرها مدينة تتوفر فيها مجموعة من المقومات الملائمة لممارسة رياضة الجري التي بدأها لوحده والتزم بها كطقس صباحي ومسائي يوميا، وفي فترة الإغلاق الأول (الحجر الصحي) في منتصف شباط التزم بممارسة الرياضة داخل منزله حتى حصد أكثر من ألف كم جري خلال شهر، وشارك في منتصف إبريل في الماراثون البيتي بقطعه مسافة 42 كم داخل البيت في مساحة لا تتجاوز 20 مترا، بتوقيت يعتبر قياسيا في الماراثونات داخل البيوت بتوقيت 2.46 ساعة.
لكنه قرر إيقاظ المارد النائم داخل الآخرين وتحفيزهم لممارسة رياضة الركض معه، وتعزيز إيمانهم بقدراتهم، خصوصا فترة الحجر التي تركت الإنسان في مواجهة مع نفسه مما نتج عنها اكتشاف مواهب وطاقات كامنة بداخلهم، في البداية انضم إليه ثلاثة أشخاص من سكان المدينة ثم أخذوا بالتزايد والانتظام غالبيتهم فئة المهندسين الذين يقضون جل وقتهم في الأعمال المكتبية، حتى بلغ العدد الثابت للمجموعة 12 متدرب ومتدربة، ينضم لهم ما بين الفترة والأخرى شباب وفتيات من مدينة رام الله، قرية عابود، بيزريت، ضاحية الريحان وغيرها.
المشاركون في مجموعة الركض من كافة الفئات العمرية، يجتمعون في السادسة والنصف مساء في مدرج روابي بعد أن يكون قد أنهى ثائر تمارينه الخاصة، يدربهم بتمارين تدريجية تناسب طاقتهم ولياقتهم ما بين جري، هرولة، وتمارين، حيث انضم لمجموعته شخص لم يمارس الرياضة منذ عشرين عاما، وآخر يعود لرياضة الجري بعد توقفه عنها منذ سنتين بسبب تعرضه لإصابة.
الرياضة قوة ناعمة في الدفاع عن القضايا النبيلة
من اللافت أن ثائر تأهل، ونال القبول للمشاركة في ماراثون بوسطن 2019، وحين وصلته رسالة القبول عنوانها الضفة – روابي، أشارت إدارة روابي عليه أن يرسل لهم رسالة اعتراض لذكر الدولة: الضفة وليس فلسطين، مما حذا بهم في شهر فبراير 2019 بإرسال رسالة القبول مع تغيير العنوان إلى دولة فلسطين.
يمثل ثائر فلسطين في الماراثونات الدولية برفع علم فلسطين، وبارتداء مشد معصم مرسوم عليه علم فلسطين وقميص مكتوب عليه فلسطين باللغة الإنجليزية، مما أدى إلى تركيز مصور محترف أثناء ماراثون بوسطن 2019 على توثيق ثائر في خط النهاية وهو محملا برموز قضية فلسطين، ودفعه للتواصل مع ثائر والإشادة به والتعرف على عدالة قضية فلسطين.
يرى العداء شناعة أن التغيير ينبع من الداخل، ثم من رياض الأطفال والمدارس بتعزيز ثقافة الركض كوعي جمعي، وأن ضيق الوقت ذريعة واهية إن قرر الفرد تخصيص الرياضه ضمن جدول يومياته، ويشدد أن الرياضة تمد الإنسان بالشعور بالسعادة والرضا، وتساهم بشكل مباشر في زيادة ثقة الإنسان بنفسه، وتحسين جودة الصحة النفسية لديه، حيث أن الرياضة إنجاز نفسي قبل أن يكون بدني.
من الجدير بالذكر أن العداء ثائر شناعة من قرية كفر زيباد /طولكرم، يعمل معلم تربية رياضية في أكاديمية روابي الإنجليزية، شارك مسبقا في عدد من الماراثونات المهمة منها ماراثون فلسطين الدولي، وماراثون شيكاغو لثلاث مرات متتالية، وماراثون بيروت، أثينا، تونس، وماراثون بوسطن صنف بعدها بأسرع عداء فلسطيني.
تعليقات
إرسال تعليق