خمسة اسباب دفعتني لاغلاق حسابي على "الفيس بوك"


بقلم: ديمة الحاج يوسف


إنتهى العصر الذي ولد دهشتنا وسعادتنا في شرائط الفيديو والتسجيل، والكاميرا الفوتوغرافية، وألعاب الفيديو البسيطة، وتلفزيون يعرض قناتين بشكل أساسي، وشغفنا بمسلسلات الكرتون التي تعرض قصص إجتماعية، بالإضافة إلى مصطلحاتنا غير المفهومة أثناء اللعب بالشارع، كل هذا الدفء تخزن في ذاكرة قلوبنا.


 لننتقل إلى عصر الألفين بقدم مسرعة لسنتخدم "الستلايت"،

 الأقراص المرنة والممغنظة، وذاكرة الفلاش، والكومبيوتر الذي 

كان أكثرهم دهشة في مراهقتنا لنبدأ بمشاهدة الأفلام والمسرحيات 

عليه مع إفتخارنا بالحي لإمتلاكنا كومبيوتر، أصبحت مسلسلات 

الكرتون أكثر سرعة ودموية، تسارع التطور والتكنولوجيا، وأثر 

كل هذا على حياتنا اليومية.




 بعدما خضت تجربة موقع "الفيس بوك" اقدم لكم الاسباب التي دفعتني لاغلاق حسابي على موقع التواصل "الفيس بوك" 


1. بالرغم أنني كائن حقيقي وإلا وأننا نتعامل مع بعض كأننا كائنات افتراضيه, لا يوجد داع للتواصل الحقيقي بيننا مع الاكتفاء بالتواصل عبر الفيس بوك. ناهيك أنها ساهمت في تبرد مشاعرنا، وتنميط كلماتنا.


3.أصبحنا نشعر بمدى قيمتنا الإجتماعية بعدد "أصدقائنا" المتراصين على الفيسبوك، وبعدد التعليقات والإعجابات التي تنهمر علينا، بعد ما كنا نسجل مواعيد أعياد ميلاد أحبتنا، بات الفيسبوك يذكرك ببلادة لإلقاء التهنئة، وقد يلومك أحدهم حين لا تجامله بضغط زر الإعجاب والتعليق على كلامه، مما يؤدي إلى إتهامك بالتقصير بحقه.

4. السطحيون، يخبرونك بأدق تفصيل غير مهم في مسرحية حياتهم لسعيهم استفزاز الناس وليثبتوا للاخرين كم هم سعداء ويثيروا غيرة الآخر وشعورهم بالدونية! لهذا ينشرون وجبات طعامهم، طقسه المزاجي، مع المبالغة الدرامية في السعادة أو في الحزن، وأين "يغامر" مما يساهم في بث مشاعر سلبية لمتابعيه لأنه يكرس مفهوم التنافس والسباق والمكايدة. 


5. عدم التمتع باللحظة الحقيقية عيشها، الوقوف والتأمل فيها، حين تكون في مطعم مع اصدقائك، أو في غرفة المعيشة ببيت العائلة، أو في رحلة في أحضان الطبيعة .. كل هذه اللحظات الجميله يقضي معظم البشر وقت طويل في التقاط الصور وتسجيل الفيديوهات والرد على التعليقات، اثناء اللحظة وليس بعد أن تنتهي مما يجعل هذه اللحظة منقوصة مبتورة.



ختاما قد يكون الفيسبوك أضاف لي قيمة معلوماتية، وساهمت بالإشتراك بحملات من أجل قضية نبيلة، وتثقيف نفسي والآخرين، التعرف على علاقات جديدة في الجانب المهني، ولكن ليس بالصداقة والمحبة.

قررت بعد كل هذا، تعطيل حسابي، لتوقف عن المشاركة في مسرحية الفيسبوك في من الأجمل، الأغنى، ومن أكثرهم سعادة، أو في مسابقة تجميد الزمن ليراه الآخرون لا لكي نشعر باللحظة ونحتفي بها. 

برأيي تكمن المشكلة بتجاوز مواقع التواصل كونها جسر لتواصل والترابط، لجعلها وسيلة للحياة والتعايش، والإنطواء والهروب من العالم الحقيقي، تكمن الكارثة بصنع أقفال بين الناس، ووضع جسور وهمية في عالم إفتراضي يسمى تواصل.


الفيسبوك وجميع أدوات "التواصل الإجتماعي" لها فوائد متعددة
وهو ككل شيء في الحياه ينعكس حسب استخدامنا له.
فيديو معبر.




 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

البلدة القديمة في نابلس..تروي حكاية تاريخ عريق