في محطة مصر .. انصهر الوطن العربي

خاطرة بقلم: ديمة ابو شملة 



في محطة مصر برمسيس، بدأت رحلتنا بزيارة متحف السكة الحديدية وتعرفنا على تاريخ القطارات في مصر، ثم صعدنا للقطار من القاهره متوجهين إلى الأقصر "مدينة الشمس".

وذلك للمشاركة في منتدى الشباب العربي الإفريقي العاشر في أسوان "أرض الذهب"، في نهاية شهر ديسمبر 2019، بمشاركة متميزة لـ ٣٠٠ شاب وفتاة من ٤٧ دولة عربية وأفريقية، بتنظيم الاتحاد العربى للشباب والبيئة بجامعة الدول العربية برعاية الأمانة الفنية لمجلس وزراء الشباب والرياضة العرب.
استغرقت مدة الرحلة في قطار الشباب 16 ساعة لنصل إلى وجهتنا، جاءت مقطورتي مع أشقاء عرب من (الجزائر، ليببا، المغرب، اليمن) اندمجت معهم ولم أكن غريبة مستوحشة، بل متحفزة، حيث بادرت مجموعة شباب مصرية في الترحيب بكل وفد على حدة وخصوا الوفد الفلسطيني بالترحاب بنا مرتين.

في بادئ الأمر تبادلنا الإبتسامات وتعرفنا على أسماء وبلدان بعضنا البعض، سرعان ما شرعنا في تصفح الإنترنت لنعرض صور لبلادنا ونتحدث عنها بشغف لا ينطفئ، وتحدث كل منا عن أشهر المأكولات في بلده، ثم لعبنا لعبة كلمات بالعامية - حيث ننطق كلمة دارجة في لهجتاتنا المحليه ونحاول الاستدلال عليها بالإيماءات الجسدية لنساعد الطرف الآخر على تخمين المعنى، بثت في الجو صخب ضحكاتنا.

ثم انتقلنا للفقرة الموسيقية، استهلها إخوة من الجزائر والمغرب بتوشيحات دينية صوفية تطرب السامعين، ثم أطربنا بصوته المغني محمد من اليمن بمجموعة متنوعة من الأغاني أبرزها "أهو دا اللي صار، اهواك".

ثم تجرأت مع وزميلتي في السفر بغناء تراثنا الفلسطيني "وين على رام الله، يما مويل الهوا، يا ظريف الطول..) وردد السامعين الكلمات.

والأجمل حين نشدنا "موطني" بصوت واحد، لنعلن أننا الشباب لن نكل بمطالبنا إلا أن نستقل ولن نخنع كالعبيد، لأننا أحرار لنا الحاضر والمستقبل يخلدنا، تسربت قشعريرة في الأجواء في حب الوطن العربي الأكبر.

جميعنا نمنا أقل من ست ساعات، قضينا معظم الوقت في المناقشات المعرفية.

أتاح المنتدى لنا زيارة معبد الأقصر ومسجد ابو الحجاج، ومشاهدة ظاهرة تعامد الشمس الفلكية السنوية في معبد الكرنك, وجولة في قارب شراعي بنهر النيل، زيارة مكتبة مصر العامة بالأقصر.

أيضا زيارة معبد حتشبسوت، معبد هابو، وادي الملوك، ومحطة مياه الأقصر وزيارة السد العالي، وزيارة القرية النوبية.

بفضل قطار الشباب، المجموعة التي تعرفنا عليها في القطار رافقتنا في كل جولاتنا في المنتدى، وتشاركنا معهم العديد من الذكريات والمناقشات والأحلام، وغمرنا بطيبة وحسن ضيافة الشعب المصري الأصيل لنا.

وتعتبر من التجارب الثرية التي أتاحها لي (حاضنة الشباب) المجلس الأعلى للشباب والرياضة في تمثيل وفد دولة فلسطين في المنتدى.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

اكتشافات تل الفارعه..الكنعانيون هنا منذ الالاف السنين

اقتباسات من كتاب "التخلف الاجتماعي مدخل الى سيكولوجية الإنسان المقهور".